جوانب وخفايا في حياة النجم العربي دريد لحام في عيد ميلاده الـ 91

يحتفل اليوم الفنان السوري الكبير دريد لحام بعيد ميلاده الـ91، وهو أحد أبرز الأسماء في تاريخ الفن العربي، حيث استطاع على مدار عقود طويلة أن يرسم البسمة على وجوه الملايين بأعماله المميزة التي جمعت بين الكوميديا والدراما.
البداية الفنية وشخصية "غوار الطوشة"
ولد دريد لحام في حي الأمين بدمشق القديمة، لأب سوري وأم لبنانية من بلدة مشغرة بقضاء البقاع الغربي، وبدأ مسيرته بعيدًا عن الفن، حيث حصل على إجازة في العلوم الكيميائية من جامعة دمشق عام 1958، كما نال دبلوم التربية وعمل لفترة كمدرس في بلدة صلخد جنوب سوريا.
لم يكن دخوله إلى عالم التمثيل مخططًا له، إذ جاء بعد دعوة من الدكتور صباح قباني، مدير التلفزيون السوري آنذاك، عام 1960، لتبدأ رحلته الفنية.
في بداياته، قدم شخصية "كارلوس"، العازف المكسيكي الذي يغني بالعربية والإسبانية، لكنه سرعان ما اشتهر بشخصية "غوار الطوشة"، التي أصبحت رمزًا للكوميديا العربية، مجسدًا من خلالها معاناة الإنسان البسيط في مواجهة تحديات الحياة.
محطات بارزة في مشواره الفني
تنوعت أعمال دريد لحام بين المسرح والسينما والتلفزيون، وحققت نجاحًا كبيرًا، ومن أبرزها: أفلام عقد اللولو والصديقان والحدود والمزيفون وعندما تغيب الزوجات، ومسلسلات مثل صح النوم ووادي المسك، ومن المسرحيات ضيعة تشرين وكاسك يا وطن.
دور ريادي في المسرح والمجتمع
لم يقتصر تأثير دريد لحام على التمثيل فقط، فقد شغل منصب أول مدير لمهرجان دمشق للفنون المسرحية عام 1969، كما تم تعيينه سفيرًا للنوايا الحسنة لليونيسيف في سوريا عام 1997، ثم اختير سفيرًا للمنظمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام 1999، لكنه استقال من منصبه عام 2006 احتجاجًا على الحرب في لبنان.
حياته الشخصية وزيجاته
في لقاء سابق، كشف دريد لحام عن تفاصيل حياته الزوجية، موضحًا أنه مرّ بثلاث تجارب زواج، أنجب من زيجته الأولى اثنين من أبنائه، بينما استمرت حياته الزوجية مع زوجته الحالية، هالة بيطار وأنجب منها أيضًا، وتزوج عليها من الفنانة صباح الجزائري، ولكن الزواج استمر شهرين فقط ووصفه بأنه كان قرارًا غير صائبا ويعتبر نزوة، مؤكدًا أنه أنهى العلاقة سريعًا بعدما أدرك أنها لم تكن مناسبة له وحتى يحافظ على حياته الزوجية وأبنائه.
أمنياته للمستقبل
مع تقدمه في العمر، عبّر دريد لحام عن أمنيته في أن يحافظ على صحته، قائلًا: "أتمنى أن ينجيني الله من أمراض الشيخوخة مثل الخرف والباركنسون، وأبقى بصحة جيدة حتى يأخذ الله أمانته." وأوضح أن خوفه الأكبر هو ألا يكون الله راضيًا عنه، لكنه يثق برحمته.
91 عامًا من الإبداع والعطاء جعلت من دريد لحام أيقونة فنية عربية خالدة، ولا يزال اسمه حاضرًا في ذاكرة الأجيال.