عاجل

مجزرة في أم كدادة.. مليشيات الدعم السريع تقتل أكثر من 200 مدني في دارفور

القتال في الفاشر
القتال في الفاشر

في تصعيد مأساوي جديد للحرب الدائرة في السودان، ارتكبت قوات الدعم السريع سلسلة من الهجمات الدموية ضد المدنيين في إقليم دارفور، أودت بحياة المئات، بينهم نساء وأطفال وعاملون في المجال الإنساني.

وتأتي هذه الانتهاكات وسط تحذيرات منظمات دولية من وقوع كارثة إنسانية وشيكة، في ظل استمرار القتال حول مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في الإقليم، وتزايد الانتهاكات بحق النازحين العزّل في المخيمات التي تحولت إلى أهداف عسكرية.

وكشفت تقارير أممية وحقوقية عن موجة جديدة من العنف الدموي ارتكبتها مليشيات الدعم السريع في إقليم دارفور، أسفرت عن مقتل أكثر من 200 مدني خلال أيام، في واحدة من أعنف الهجمات منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني والمليشيات شبه العسكرية قبل نحو عامين.

وأكدت مصادر ميدانية، حسبما أفاد تقرير نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن ما لا يقل عن 56 مدنيًا قُتلوا في بلدة أم كدادة، التي استولت عليها قوات الدعم السريع ضمن تقدمها نحو مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور.

A Sudanese woman and children among displaced people
درافور

زحف دموي نحو الفاشر

تزامنت هذه التطورات مع هجمات منسقة استهدفت مخيمات النازحين في زامزم وأبو شوك، والتي تضم قرابة 700 ألف نازح، حيث أفادت الأمم المتحدة بأن الدعم السريع شن هجمات برية وجوية من عدة محاور على هذه المناطق، ما أسفر عن دمار واسع وسقوط عشرات الضحايا، بينهم أكثر من 20 طفلًا وتسعة من طاقم منظمة ريليف إنترناشونال، التي كانت تدير آخر مركز صحي في المخيم.

جرائم حرب وتنديد دولي

اتهمت الولايات المتحدة مليشيات الدعم السريع بارتكاب جرائم إبادة جماعية، كما حملت الجيش السوداني مسؤولية استهداف المدنيين في مناطق عدة. واتهمت الحكومة السودانية، بدورها، دولة الإمارات بدعم المليشيات، ورفعت دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية.

دعوات لتحرك عاجل

وتعليقًا على المأساة، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن المؤتمر الدولي حول السودان، المقرر عقده في لندن الثلاثاء بمشاركة 20 دولة ومنظمة، يمثل "فرصة نادرة" لوضع حد للفظائع المرتكبة. ودعت منظمات حقوقية، من بينها Protection Approaches، إلى تشكيل تحالف دولي رفيع المستوى، قادر على وقف التصعيد، ومحاسبة الأطراف المتورطة في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

أكبر أزمة إنسانية في العالم

بحسب اللجنة الدولية للإنقاذ، تسببت الحرب المستمرة في مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، ما يجعل الأزمة السودانية أكبر كارثة إنسانية مسجلة عالميًا حتى الآن، وسط غياب أي حلول سياسية قريبة.

تم نسخ الرابط