ضرائب قوم عند قوم فوائد.. فيتنام متنفس الصين خلال الحرب الاقتصادية الأمريكية

بدأ الرئيس الصيني شي جين بينج، اليوم الاثنين، جولة رسمية تشمل ثلاث دول في جنوب شرق آسيا، مستهلاً زيارته إلى العاصمة الفيتنامية هانوي، حيث أكد على أهمية تعميق التعاون مع فيتنام في مجالات التجارة وسلاسل التوريد، في ظل التحديات التي تفرضها الرسوم الجمركية الأمريكية على الصادرات الصينية.

التحولات العالمية
وفي مقال نُشر في صحيفة "ناندان"، الناطقة باسم الحزب الشيوعي الفيتنامي، شدد شي على ضرورة "تعزيز التعاون في سلاسل الإنتاج والتوريد"، داعياً إلى توسيع نطاق الشراكة الثنائية في مجالات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الأخضر، تماشياً مع التحولات العالمية في التكنولوجيا والتنمية المستدامة.
تأتي هذه الزيارة بينما تواجه الصين رسوماً جمركية أمريكية تصل إلى 145%، في حين تسعى فيتنام إلى تجنب رسوم مماثلة بنسبة 46%، التي كان من المقرر أن تبدأ في يوليو المقبل مع انتهاء العمل بفترة تعليق الرسوم العالمية.
صنع في فيتنام
وفي ظل الضغوط الأمريكية، كثّفت فيتنام إجراءاتها الرقابية على الصادرات الصينية العابرة لأراضيها، للتأكد من مطابقة المنتجات لمعايير "صنع في فيتنام"، بما يضمن قيمة مضافة محلية كافية تبرر منشأها.
وتُعد فيتنام لاعباً محورياً في سلاسل التوريد العالمية، حيث تعتمد على الصين كمصدر رئيسي للواردات، فيما تشكل الولايات المتحدة الوجهة التصديرية الأولى لمنتجاتها.
وتشير بيانات الجمارك الفيتنامية إلى أن هانوي استوردت خلال الربع الأول من العام الجاري بضائع صينية بقيمة نحو 30 مليار دولار، في مقابل صادرات إلى الولايات المتحدة بلغت 31.4 مليار دولار، مما يعكس الترابط الوثيق بين العلاقات التجارية الثلاثية.
تحفظ صيني
ورغم التقارب الاقتصادي، تظل العلاقات الثنائية بين بكين وهانوي عرضة للتوتر بسبب النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي، إلى جانب تحفظات صينية محتملة تجاه بعض الخطوات الفيتنامية، مثل السماح لخدمة "ستارلينك" التابعة لإيلون ماسك بالعمل في البلاد، وتشديد الرقابة على التجارة مع الصين في إطار مكافحة الاحتيال المرتبط بقواعد المنشأ.
وفي تطور آخر، أفادت تقارير إعلامية أن شركة "فيت جيت" الفيتنامية بصدد استئجار طائرتين من طراز "كوماك C919" الصينية، في صفقة تشمل تشغيل الطاقم من شركة "تشنجدو إيرلاينز"، وهو ما قد يعكس مؤشراً إضافياً على تعميق التعاون التجاري بين البلدين.
يُشار إلى أن الجولة الإقليمية للرئيس الصيني تشمل أيضاً كمبوديا وماليزيا، اللتين تواجهان بدورهما رسوماً جمركية أمريكية مرتفعة بنسبة 49% و24% على التوالي، وتسعيان، كما فيتنام، للتفاوض مع واشنطن لتخفيف تلك الإجراءات.