"لم يعلن عن أي استثناء".. ترامب يوضح موقفه بشأن تعريفات التكنولوجيا الصينية

بدا الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أمس، أكثر وضوحًا بشأن تصريحاته عن تعريفات التكنولوجيا الصينية .
وكتب ترامب عبر منصته "تروث سوشيال"، "لن يفلت أحد من العقاب على الميزانيات التجارية غير العادلة، والحواجز الجمركية غير النقدية، التي استخدمتها دول أخرى ضدنا، وخاصة الصين التي تعاملنا أسوأ معاملة على الإطلاق".
أخبار كاذبة
وأضاف: "لم يُعلن عن أي استثناء من التعريفات الجمركية يوم الجمعة. تخضع هذه المنتجات لتعريفات "الفنتانيل" الحالية بنسبة 20%، وهي تنتقل فقط إلى فئة تعريفات مختلفة. الأخبار الكاذبة تعلم ذلك، لكنها ترفض نشره".
جاء هذا التوضيح بعد أن أصدرت هيئة الجمارك الأمريكية قرارًا مؤقتًا بإعفاء هواتف وأجهزة كمبيوتر محمولة وغيرها من التعريفات. وهو ما استقبله قطاع التكنولوجيا بارتياح.
إلا أن مسؤولين في إدارة ترامب أكدوا أن هذا الإعفاء مؤقت ويأتي ضمن مراجعة للأمن القومي تتعلق بأشباه الموصلات، مشيرين إلى أن تعريفات جديدة ستُفرض بعد انتهاء المراجعة خلال شهر إلى شهرين.
ترامب سيتراجع عن قراراته
وفي هذا السياق، أكد خبراء الاقتصاد، أن ترامب بدأ يتراجع عن قراراته، وكانت البداية مع الموبيلات والأجهزة الإلكترونية، خاصة أن شركة أبل تصنع المنتجات الخاصة بها في الصين، مضيفين: "معنى ذلك أن سعر الموبيلات الآيفون كان سيرتفع ارتفاعا رهيبـ لو استمرت الرسوم التي فرضها على الصين، وبهذه الطريقة شركة أبل كان من الممكن أن تُغلق، لأن المستهلكين سيتجهون إلى سامسونج نتيجة الارتفاع الكبير في سعرها، ولذلك تراجع عن قراراته".
كما يعتقد نور ندا، أستاذ الاقتصاد في أكاديمية السادات، أن ترامب سيتراجع عن جميع القرارات التي فرضها قريبًا، خاصة أنه اتخذها كورقة للتفاوض فقط، ومن الصعب أن تستمر، لأنها ستؤدي إلى ارتفاع معدل التضخم في أمريكا خلال الفترة المقبلة، ولذلك قرر وقف تنفيذها لمدة أشهر، مضيفًا: "يتبقى فقط الرسوم الجمركية مع الصين، وأتوقع حدوث تفاوض بين الدولتين خلال الفترة المقبلة، وأن يتراجع الرئيس الأمريكي عنها".
أهمية السوق الصيني
وفي السياق ذاته، يرى أحمد معطي، المدير التنفيذي لشركة في أي ماركتس، خلال تصريحاته لـ"نيوز رووم"، أن تراجع ترامب عن الرسوم الجمركية التي فرضها مؤخرًا، خاصة على الصين في قطاعات الموبيلات والأجهزة الإلكترونية، يدل على أن الرئيس الأمريكي يُمكن أن يتراجع عن أي قراراته في أي وقت، وهذه جزئية في غاية الأهمية.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن تراجع ترامب عن قراراته، يدل على أن الصين سوق مهم جدًا؛ صعب أن تتخلى عنه الولايات المتحدة بهذه السرعة والسهولة، وأضاف: "أمريكا تحاول أن تخرج من الأسواق في بكين منذ فترة، إلا أن هذا الأمر لن يتم بهذه السرعة، ويحتاج إلى سنوات من العمل.
قرارات ترامب مرحلة تفاوضية
وتابع: "ترامب شخص عكس المتوقع، فهو حاد وصعب التعامل معه، وما يتخذه من قرارات بمثابة مرحلة تفاوضية ويستطيع التراجع عنه بعد ذلك، وهو رأى أن هذه الطريقة لم تأتي بثمارها مع بكين، حيث إن الصين تلعب معه على هذه النقطة، وحفظ المسئولين طريقته، لذلك عندما تصدر الإدارة الصينية أي قرار لا تتراجع عنه وتُصر على تنفيذه، على عكس بعض الدول التي أبدت استعدادها للتفاوض مع أمريكا".
قوة الاقتصاد الصيني
ولفت إلى أن هذه الأمور تدل على قوة الاقتصاد الصيني، وأضاف "معطي" في تصريحاته الخاصة: "الميزة أيضًا أن المنتجات التي استثناها من الرسوم الجمركية أي الموبيلات والأجهزة الإلكترونية، تبلغ قيمتها حوالي 100 مليار دولار، وهذا رقم كبير جدًا يعادل حوالي 23% من إجمالي الواردات من البلاد، وهذا يُعد رقمًا كبيرًا جدًا".
وأوضح الخبير الاقتصادي، على أن 80% من إنتاج موبيلات "أبل" يتم داخل مصنعهم في الصين، وأكد أن هذا الإعفاء سيكون مفيدًا جد لسهم "أبل" وللشركة وللاقتصاد بشكل عام، مضيفًا: "كل ذلك يؤكد أن مسألة الخروج من السوق الصيني ليس بهذه السهولة ويحتاج إلى وقت، أمريكا ستعمل على سحب استثماراتها من الصين ومصانعها بشكل تدريجي، ولكن بشكل عام تراجع ترامب عن قراراته شيء إيجابي بدرجة بسيطة، ويدل على إمكانية تراجعه عن أي قرار في أي وقت"