كريم الشاذلي: الإنسان الشريف لا يقبل التلون أو ازدواجية المعايير (فيديو)

قال كريم الشاذلي، الكاتب والمحاضر في مجال التنمية البشرية، إن طوال التاريخ صفة الإنسان الشريف أنه يفي بالوعود ولا يتبنى موقفين تجاه قضية واحدة.
وأوضح كريم الشاذلي، خلال لقائه مع الإعلامي خيري رمضان في برنامج "مع خيري" المذاع على قناة المحور، حيث تناول الحوار عددًا من القضايا الأخلاقية التي تمس سلوك الأفراد في المجتمع، وخاصة في ظل الضغوط والتغيرات المتسارعة التي نعيشها، أن كل ما يقتنع به ويؤمن بيه يفعله في الحياة اليومية.
وفي سياق متصل أكد كريم الشاذلي، الكاتب والمحاضر في مجال التنمية البشرية، أن سمة الإنسان الشريف عبر التاريخ كانت دائمًا الوفاء بالوعد والثبات على الموقف، مشيرًا إلى أن الشرف لا يقبل التلون أو ازدواجية المعايير.
وقال الشاذلي: "الشخص الشريف هو الذي إذا وعد وفى، وإذا التزم بموقف لا يبدله تبعًا للمصالح أو الضغوط. التاريخ مليء بشخصيات عظيمة تمسكت بمواقفها رغم التحديات، ولم ترضَ أن تحمل وجهين تجاه قضية واحدة".

التلون صفة المهزوزين
أوضح الشاذلي أن الثبات على المبادئ لا يعني الجمود الفكري أو رفض التطوير، وإنما هو تعبير عن وضوح الرؤية واحترام الذات.
وأضاف: "ليس من الشجاعة أن يغيّر الإنسان موقفه مع كل موجة، بل من النزاهة أن يكون متسقًا مع ذاته، واضحًا في نواياه، مهما اختلفت الظروف".
وأكد أن التلون وتعدد الوجوه هو أحد أخطر مظاهر الانهيار القيمي في المجتمعات، لأنه يؤدي إلى فقدان الثقة بين الناس، ويشجع على الانتهازية وتبرير الخطأ بدلاً من الاعتراف به أو تصحيحه.
المجتمع والقدوات الأخلاقية
وأشار الشاذلي إلى أن المجتمعات اليوم بحاجة ماسة إلى القدوة الصادقة أكثر من حاجتها إلى المشاهير أو المؤثرين الظاهريين، لافتًا إلى أن كثيرًا ممن يُنظر إليهم على أنهم رموز، يفتقرون للثبات في المواقف أو الالتزام الأخلاقي.
وقال: "نحن لا نحتاج إلى من يتقن الكلام، بقدر ما نحتاج إلى من يعيش ما يقول. القدوة هي التي تصنع الثقة، وتجعلنا نؤمن بأن الخير ممكن، وأن الشريف ليس وحده في هذا العالم".
الصدق خط الدفاع الأول
واعتبر الشاذلي أن الصدق هو خط الدفاع الأول عن كرامة الإنسان، لأنه يحميه من التناقض الداخلي، ويحفظ له صورته أمام نفسه قبل الآخرين. وأضاف: "حين يكون الإنسان صادقًا مع نفسه، فإنه لا يخشى شيئًا، ولا يضطر إلى تبرير أفعاله أو اختلاق القصص لتجميلها".
ولفت أن من يمارس الكذب أو يبدل مواقفه لتحقيق مكاسب مؤقتة، يعيش دائمًا في صراع داخلي، وقد يخدع الناس لفترة، لكنه لا يستطيع خداع نفسه أو الهروب من ضميره.