عاجل

لعلاج الاورام.. منصة علمية"للأطباء وفتح آفاق العلاج الجيني بمصر"

مؤتمر الاورام
مؤتمر الاورام

أكد الدكتور تامر النحاس، أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة ورئيس مؤتمر المدرسة الدولية لعلاج الأورام الإكلينيكية (ISCO)، أن الدورة الخامسة للمؤتمر تمثل حدثًا غير تقليدي في مجال علاج الأورام بمصر، حيث تجمع بين التدريب العملي المكثف والمحتوى العلمي المتطور، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرات الأطباء الشباب وصقل مهاراتهم وفقًا لأحدث المعايير العالمية.

وأوضح النحاس أن المؤتمر يسعى إلى توحيد الممارسات الطبية من خلال استضافة نخبة من الخبراء الدوليين من أوروبا والولايات المتحدة، مما يتيح نقل أحدث ما توصل إليه العلم في مجال علاج الأورام وتطبيقه بما يتناسب مع الخصائص السريرية للمرضى في مصر.

وأشار إلى أن من أبرز مميزات المؤتمر هو البرنامج التدريبي الذي يخضع له الأطباء الشباب، والذي يتضمن اختبارًا علميًا دقيقًا يؤهل الفائزين لفرص تدريبية في كبرى المراكز الدولية، ما يمثل استثمارًا مباشرًا في الكوادر الطبية الشابة، الذين يمثلون عماد المستقبل وركيزة النظام الصحي الحديث.

وأضاف أن المؤتمر يناقش أحدث العلاجات والتقنيات، من بينها "العلاج المناعي"، و"العقاقير الموجهة"، و"القنابل الذكية" التي تستهدف الخلايا السرطانية بدقة، إلى جانب تسليط الضوء على "CAR-T Cell Therapy"، التي تعد تطورًا كبيرًا في علاج الأورام المستعصية. كما أشار إلى أن مصر بدأت بالفعل خطوات عملية لإدخال هذه التكنولوجيا بالتعاون مع معهد "جوستاف روسي"، الذي افتتح مؤخرًا فرعًا له في القاهرة.

وشدد الدكتور النحاس على أهمية التخصص الدقيق في الطب، مشيرًا إلى النموذج الفرنسي الذي يتبناه "جوستاف روسي"، والذي يعتمد على تقسيم الأطباء حسب التخصصات الدقيقة لتحقيق أفضل النتائج العلاجية، مؤكدًا في الوقت نفسه أهمية التوعية المجتمعية بالكشف المبكر، لما له من دور كبير في رفع نسب الشفاء وتقليل العبء الاقتصادي.

من جانبه، قال الدكتور محمد ياسين، أستاذ علاج الأورام بجامعة عين شمس والرئيس الحالي للمؤتمر، إن النسخة الحالية شهدت إقبالًا غير مسبوقًا من الخبراء الدوليين، خاصة من مؤسسات كبرى مثل "جوستاف روسي" والجمعية الأوروبية لعلاج الأورام الطبية. وأضاف أن المؤتمر يشهد هذا العام نقلة نوعية عبر إدخال مفهوم "الطب التفصيلي" أو Precision Medicine، الذي يعتمد على دراسة الطفرات الجينية لتقديم علاج شخصي لكل مريض.

وأشار ياسين إلى أن المؤتمر لا يقتصر على المحاضرات النظرية، بل يتضمن إعداد جيل جديد من الأطباء من خلال منح تدريبية مقدمة لأفضل ثلاثة أطباء شباب يتم اختيارهم عبر اختبار علمي، مما يعزز الجوانب التطبيقية في التعليم الطبي.

كما أوضح أن جلسات وورش العمل تغطي مختلف أنواع الأورام، وتوفر منصة تعليمية متكاملة، مشيرًا إلى أهمية افتتاح فرع لمستشفى "جوستاف روسي" في مصر، ما يتيح خدمات تشخيص وعلاج متطورة للمرضى محليًا دون الحاجة للسفر.

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور عماد برسوم، استشاري الأورام وزميل كلية الطب الملكية بإنجلترا، أن المؤتمر هذا العام شهد نقلة علمية كبيرة في مجال أورام الدم، مشيرًا إلى أنه يمتد على مدار 48 ساعة متواصلة ويشمل ورش عمل مثل "لقاء الخبير" وجلسات نقاش مفتوحة مع الأطباء الشباب لمراجعة أحدث البروتوكولات العلاجية.

وأضاف أن ملف "العلاج الدقيق" يحتل مساحة واسعة في المؤتمر هذا العام، مشددًا على أهمية التحليل الجيني في اختيار العلاج الأمثل.

أشار إلى أن نمط الحياة الصحي، مثل المشي السريع بانتظام، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة ببعض الأورام بنسبة تصل إلى 30%.

أما الدكتور وليد عرفات، أستاذ الأورام بجامعة الإسكندرية والرئيس المشارك للمؤتمر، فقد أوضح أن الدورة الخامسة شهدت تطورًا ملموسًا في التعليم والتدريب المستمر للأطباء، حيث تم تنظيم ورش عمل متخصصة في أورام الكبد والتغذية العلاجية، كما أطلق المؤتمر جائزة جديدة لدعم البحث العلمي، تم من خلالها تكريم ثلاثة أبحاث متميزة لشباب الأطباء بجوائز مالية.

واختتم الدكتور عرفات بأن المؤتمر حقق نجاحًا كبيرًا على مستوى الحضور، حيث تجاوز عدد المشاركين 2000 طبيب من مصر والدول العربية والأفريقية، ما يعكس السمعة الدولية المتنامية لهذا الحدث العلمي المرموق.

تم نسخ الرابط