عاجل

هل يُقدَّم سداد الدين على الحج.. ومتى يجوز لمن عليه دين؟

الحج
الحج

مع اقتراب موسم الحج، تتجدد تساؤلات كثيرة في أذهان المسلمين، أبرزها "هل يجوز لمن عليه ديون أن يؤدي فريضة الحج؟ وهل يُعتَبَر الحج صحيحًا إذا قام به من لم يسدد ما عليه من التزامات مالية؟ وهنا تبرز الحاجة إلى فهم دقيق للحكم الشرعي في هذه المسألة، وهو ما أجابت عنه دار الإفتاء  استنادًا إلى رأي جمهور العلماء ومقاصد الشريعة.، فهل يجوز الحج في هذه الحالة؟ ومتى يُقدَّم الدين على الفريضة؟

 لا حج لمن لا يملك سداد دينه

اتفقت المذاهب الفقهية الأربعة وهى “الحنفية، المالكية، الشافعية، والحنابلة”، على أن شرط الاستطاعة المالية هو أساس وجوب الحج، فإذا كان الإنسان مدينًا ولا يستطيع سداد ديونه، فلا يجب عليه الحج، بل يُعد مؤجلًا حتى تتيسر له الأحوال.
وقد استدل العلماء بالآية الكريمة: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾ (آل عمران: 97)، موضحين أن الاستطاعة تشمل القدرة على النفقة دون الإضرار بحقوق الآخرين، وعلى رأسهم أصحاب الديون.

دار الإفتاء.. الدين مقدَّم على الحج

أكدت دار الإفتاء أن أداء الحج لا يُعد واجبًا على المسلم إذا كان عليه دين حالٌّ لا يستطيع سداده، لأن في ذلك إخلالًا بحقوق العباد، والتي يُشدَّد عليها في الشريعة الإسلامية. وأوضحت أن الأصل أن تُقدَّم حقوق العباد على النوافل والمناسك، حتى وإن كانت من أركان الإسلام، لأن الله لا يرضى بعبادة تؤدى على حساب ظلم الآخرين أو التفريط في حقوقهم.

متى يجوز الحج لمن عليه دين؟

أوضحت دار الإفتاء أن من عليه دين يجوز له الحج في الحالات التالية:
إذا كان الدين مؤجلاً وليس مستحق السداد في وقت قريب.
إذا استأذن من الدائن ورضي الدائن بسفره للحج.
إذا كان الشخص يستطيع الجمع بين سداد الدين وأداء الحج دون إخلال بأي التزام مالي.

أما إذا كانت الديون حالّة، ولا يمتلك المال الكافي للوفاء بها، فلا يجوز له الحج حتى يُسددها، لأن ذلك يُعد إخلالاً بشروط الاستطاعة التي أوجبها الشرع لأداء الفريضة.

الدين أمانة.. والحج لا يُسقطه

أكدت دار الإفتاء أت الشريعة الإسلامية شددت على أن الدين لا يُسقط بأداء العبادات، بل يُعد من أعظم الحقوق، فقد ورد في الحديث الشريف أن روح المؤمن معلقة بدينه حتى يُقضى عنه. وعليه، فإن الأولوية تكون لتسوية الذمم والوفاء بالعقود، قبل التوجه إلى أداء مناسك الحج.

واختتمت دار الإفتاء بالتأكيد على أن الاستطاعة ليست فقط بوجود المال، بل تشمل الوفاء بالحقوق، وعدم التسبب في أذى مالي للغير. فمن لا يستطيع الوفاء بدينه، لا يُعد مستطيعًا شرعًا، وبالتالي لا يجب عليه الحج، وعليه أن ينتظر حتى يوسّع الله له في الرزق

تم نسخ الرابط