عاجل

تزايد نفوذ أنقرة وبروز حكومة الجولاني.. تل أبيب تتحرك لحماية الدروز وتستدعي موسكو

صراع نفوذ وتضارب مصالح في قلب دمشق.. توتر وتصعيد بين إسرائيل وتركيا في سوريا

أردوغان ونتنياهو
أردوغان ونتنياهو

تشهد الساحة السورية توترًا متصاعدًا بين تركيا والاحتلال الإسرائيلي، في ظل صراع على النفوذ يعيد رسم خارطة القوى في البلاد، خاصة بعد رحيل سلطة بشار الأسد وتولي أحمد الشرع السلطة في البلاد.

ورغم محاولات الحكومة الجديدة في دمشق طمأنة الاحتلال الإسرائيلي، فإن تل أبيب لا تبدي ثقة في هذه التطمينات، إذ تعتبر أن وحدة سوريا وتماسكها - بغض النظر عن هوية الجهة الحاكمة - يشكلان تهديدًا استراتيجيًا لأمنها.

قلق إسرائيلي من النفوذ التركي

القلق الأكبر الذي يراود صناع القرار في إسرائيل اليوم يتمثل في تصاعد النفوذ التركي داخل سوريا، لا سيما عبر مشاريع إعادة بناء الجيش السوري بدعم مباشر من أنقرة، وهو ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب إسرائيل كاتس إلى إصدار بيان مشترك، أكد دعم تل أبيب للدروز في سوريا، والتعهد بعدم السماح لأي تهديد من حكومة الجولاني بحق هذه الطائفة.

يسرائيل هيوم: إسرائيل قلقة من النفوذ التركي في سوريا بعد سقوط الأسد | الغد

رد «الشرع» على هذا البيان، بتأكيده على مسؤولية الحكومة في حماية الدروز باعتبارهم جزءًا أصيلًا من النسيج السوري، يكشف عن تصاعد حدة المواجهة غير المباشرة بين تركيا وإسرائيل داخل الأراضي السورية.

تركيا تسعى لحل ملف «قسد»

من جانبها، تأمل تركيا في استثمار التحالف مع الحكومة السورية الجديدة لحسم ملف قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، لكنها تدرك في الوقت ذاته أن وجود القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا يشكل عائقًا أساسيًا أمام تحقيق هذا الهدف.

وفي الوقت الذي لم يصدر عن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أي موقف واضح، تشير مؤشرات إلى أن تل أبيب تدعم بقاء «قسد» كقوة موازية للنفوذ التركي.

إسرائيل تستنجد بموسكو لكبح أنقرة

وفي خطوة لافتة، تسعى إسرائيل لاستقطاب روسيا إلى جانبها في هذا الصراع غير المعلن، حيث تطرح تل أبيب مقترحًا يضمن استمرار الوجود العسكري الروسي في المناطق الساحلية السورية، بهدف تحييد هذه المناطق عن النفوذ التركي والإبقاء عليها كمنطقة “محايدة” تحقق توازنًا استراتيجيًا يخدم مصالحها.

ورغم هذا التصعيد السياسي والاستراتيجي، فإن محللين يستبعدون اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وتركيا في سوريا، خصوصًا في ظل تأكيد المسؤولين الأتراك مرارًا على عدم رغبتهم في الدخول في صدام مع الاحتلال الإسرائيلي، مع التركيز على تحقيق أهداف أنقرة عبر التحالفات والوساطات.

تم نسخ الرابط