خطة ترامب لاستخدام الليزر الفضائي لتدمير الأسلحة النووية.. الأكثر طموحا بتاريخ أمريكا

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة طموحة لإنشاء نظام الدفاع الصاروخي الأكثر تقدما في تاريخ الولايات المتحدة. وتهدف المبادرة التي أطلق عليها "القبة الحديدية لأمريكا" إلى اعتراض الصواريخ النووية والصواريخ الأسرع من الصوت قبل أن تصل إلى الأراضي الأمريكية.
ووفقا لتقرير فاينانشال تايمز، يحذر الخبراء من أن الاقتراح، الذي يتضمن أشعة الليزر الفضائية، يشبه إلى حد كبير برنامج "حرب النجوم" المثير للجدل لرونالد ريجان عام 1983 أكثر من القبة الحديدية الإسرائيلية.
كما يزعم الخبراء أنها تواجه عقبات علمية هائلة وقد تؤدي إلى سباق تسلح دولي، مما قد يقوض الأمن العالمي بدلاً من تعزيزه.
ترامب والصواريخ الاعتراضية الفضائية
الواقع أن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترمب، والذي وقع هذا الأسبوع، يكلف وزير الدفاع بيت هيجسيث بوضع الخطوط العريضة لخطة دفاع صاروخي شاملة في غضون 60 يوما.
يتضمن النظام المقترح نشر شبكة من الأقمار الصناعية، بعضها مسلح بالليزر، لاعتراض الصواريخ في الفضاء. وإذا فشل هذا، فإن طبقة إضافية من الصواريخ الاعتراضية على ارتفاعات أقل ستعمل كدفاع ثانوي. كما تتصور الخطة قدرات الضربة الاستباقية، بهدف القضاء على التهديدات قبل إطلاقها.
على الرغم من نطاقها الطموح، يظل الخبراء متشككين. فقد رفض توم كاراكو، الخبير البارز في مجال الصواريخ في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فكرة الدرع الصاروخية غير القابلة للاختراق، قائلا: "لا توجد بطانية أمنية سحرية".
أشار فابيان هوفمان، الخبير في مجال الصواريخ في مشروع أوسلو النووي، إلى أنه في حين أن الأقمار الصناعية التي تعمل بالطاقة النووية أو الألواح الشمسية المتقدمة يمكنها نظريا تشغيل مثل هذا النظام، فإن تطويرها يتطلب وقتا واستثمارا كبيرا.
التكاليف الباهظة للدفاع الفضائي
قدر تقرير صادر عن الأكاديمية الوطنية للعلوم في عام 2012 أن حتى نظام دفاع فضائي محدود القدرة سوف يتطلب 650 قمرا صناعيا وسوف يكلف نحو 300 مليار دولار. وبالإضافة إلى ذلك، فإن النظام سوف يكون عرضة بشكل كبير للأسلحة المضادة للأقمار الصناعية، مثل تلك التي طورتها روسيا مؤخرا.
أبرزت لورا جريجو، مديرة الأبحاث في برنامج الأمن العالمي في اتحاد العلماء المعنيين، أن الدفاعات الصاروخية الفضائية تم التخلي عنها مرارا وتكرارا بسبب تكلفتها الباهظة، والصعوبات التقنية، وسهولة التصدي لها. ويشير التاريخ إلى أنه حتى لو تم تطوير مثل هذا النظام، فإن الخصوم سوف يجدون بسرعة طرقا لتحييد مزاياه.
هل يمكن أن يكون النظام الأرضي أكثر عملية؟
أثبتت تقنيات الدفاع الأرضية الحالية، مثل أنظمة صواريخ باتريوت وثاد، فعاليتها في مواجهة التهديدات الباليستية والصواريخ الأسرع من الصوت. وقد استخدمت أوكرانيا بنجاح هذه الدفاعات التي يوفرها الغرب ضد الهجمات الروسية.
ومع ذلك، تظل التكلفة تشكل عائقا كبيرا. الواقع أن الولايات المتحدة تدير بالفعل نظام دفاع صاروخي متوسط المدى بقيمة 60 مليار دولار أميركي، مع 44 صاروخا اعتراضيا في ألاسكا وكاليفورنيا، ولكن توسيع هذا النظام على الصعيد الوطني سيكون غير مجد ماليا.
أكدت ستاسي بيتيجون من مركز الأمن الأميركي الجديد أن الدفاع عن الولايات المتحدة بأكملها ضد التهديدات النووية يتطلب إنفاقا فلكيا ولن يضمن الحماية ضد التدابير المضادة المتطورة مثل الطعوم أو أكفان الرؤوس الحربية المبردة.
حذر تشاو تونغ، وهو زميل بارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، من أنه حتى بعد عقود من التطوير، قد لا تتمكن أنظمة الدفاع الصاروخي الحالية من مواجهة التهديدات من الدول المارقة بشكل موثوق، ناهيك عن القوى العظمى النووية مثل روسيا والصين.
التداعيات الجيوسياسية: سباق تسلح جديد؟
إذا تم تنفيذ خطة ترامب بنجاح، فقد تغير التوازن الاستراتيجي العالمي بشكل أساسي. ويحذر الخبراء من أن روسيا والصين ستنظران إلى الدرع الصاروخي الأميركي المتقدم باعتباره تهديدا وجوديا، مما قد يؤدي إلى إشعال سباق تسلح متسارع.
حذر مانبريت سيثي، رئيس البرنامج النووي في مركز دراسات القوة الجوية في نيودلهي، من أن نظام الدفاع الصاروخي الناجح جزئياً قد يقوض الردع النووي ويزعزع استقرار الأمن العالمي. وعلى نحو مماثل، وصف إريك هيجينبوثام من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا المبادرة بأنها تهديد هجومي متصور، بغض النظر عن نواياها الدفاعية.
وأشار تشاو تونغ إلى أن الخصوم قد يعارضون النظام من خلال زيادة مخزوناتهم النووية أو استهداف نقاط الضعف في شبكة الدفاع. وزعم أن مثل هذه الخطوة قد تجعل الدرع في نهاية المطاف غير فعال وتدفع الترسانات النووية العالمية إلى آفاق جديدة.
هل تكون هذه المبادرة نعمة لشركة سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك؟
إذا تم المضي قدماً في مبادرة الدفاع الفضائي، فقد توفر مكافأة مالية كبيرة لشركة سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك. وسوف يتطلب البرنامج إطلاق مئات الأقمار الصناعية، وهي السوق التي تهيمن عليها سبيس إكس بسبب قدرتها العالية على حمل الحمولة ونموذج الإطلاق الفعال من حيث التكلفة.
ومع ذلك، سوف تواجه سبيس إكس مقايضات. فالشركة لديها أكثر من 20 مليار دولار في عقود حكومية وتعتمد بشكل كبير على مجموعة ستارلينك الخاصة بها للحصول على الإيرادات. وقد يؤدي تحويل الموارد إلى مشروع دفاع صاروخي إلى إجهاد مشاريعها التجارية الأخرى.