وسط دعم أمريكي وتحذيرات من كارثة إنسانية جديدة
اليمن على شفا معركة كبرى.. 80 ألف جندي لاستعادة ميناء الحُديدة من الحوثيين

تستعد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا لشن هجوم ضخم لاستعادة السيطرة على ميناء الحديدة الحيوي من أيدي الحوثيين، في خطوة وُصفت بأنها قد تكون الأكبر منذ اندلاع الحرب الأهلية، وفق ما نقلته وسائل إعلام إماراتية رسمية، وفقًا لتقرير نشرته صحفية «جيروزاليم بوست».
وصرح رئيس مركز الخليج للأبحاث، الدكتور عبدالعزيز صقر، بأن الحكومة اليمنية تجهّز ما يقرب من 80 ألف جندي موزعين على عدة مواقع، في تحرك غير مسبوق هدفه استعادة الحُديدة، وفتح الطريق لاحقاً نحو العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين منذ عام 2014.
ضربات جوية تمهّد للهجوم
وذكرت صحيفة «ذا ناشيونال» الإماراتية أن ضربات جوية مكثفة استهدفت مواقع حوثية، خاصة في محيط الحُديدة، ما أسفر عن مقتل عدد من القادة البارزين في الجماعة، في مؤشر واضح على التمهيد العسكري للهجوم البري المنتظر.
وتُعد الحُديدة من أهم الموانئ اليمنية، وكانت قبل الحرب مصدرًا رئيسيًا لواردات الغذاء إلى البلاد، ما يجعل السيطرة عليها محورية في مسار النزاع.

دعم أمريكي واستعدادات إقليمية
من جانبه، أشار الدكتور «صقر» إلى أن الولايات المتحدة ستوفر غطاءً جوياً ومراقبة بطائرات مسيّرة للقوات الحكومية، في وقت أجرى فيه قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، جولة في المنطقة شملت السعودية والإمارات وقطر والأردن وإسرائيل، حيث التقى رئيس هيئة الأركان اليمني، الفريق صغير بن عزيز، لبحث تنسيق الجهود.
وقال صقر: «ربما نكون في مرحلة العد التنازلي لنهاية الحوثيين. لقد أُتيحت لهم كل الفرص للمشاركة في حل سياسي يجنب اليمن المزيد من المعاناة».
تحذيرات من تكرار كارثة 2018
التحرك الجديد يعيد إلى الأذهان ما جرى عام 2018، حين شنت القوات اليمنية مدعومة بتحالف سعودي-إماراتي هجوماً على الحُديدة، ما دفع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتدخل خوفاً من تفاقم الأزمة الإنسانية.
وأسفر الضغط الدولي حينها عن توقيع اتفاق ستوكهولم، الذي قضى بوقف العمليات العسكرية وإنشاء ممرات إنسانية.
غير أن الحوثيين، بحسب تقارير، خرقوا الاتفاق لاحقاً، وأعادوا السيطرة الكاملة على المدينة بحلول عام 2021.
وحذّر «صقر» من أن الهجوم المقبل قد يواجه انتقادات دولية مشابهة، لاسيما في ظل تقليص ميزانيات المساعدات الخارجية من قبل كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، مما يزيد من خطر وقوع كارثة إنسانية جديدة في البلاد.