مجزرة أحد الشعانين.. صواريخ روسية تقتل 20 أوكرانيًا وتُصيب العشرات بينهم أطفال

في «أحد الشعانين» وتحضيرًا للذهاب إلى الكنيسة، قُتل ما لا يقل عن 20 شخصًا وجُرح أكثر من 80 آخرين بينهم أطفال، جراء قصف روسي بصواريخ باليستية استهدف وسط مدينة سومي الأوكرانية القريبة من الحدود الروسية.
وأكد مسؤولون محليون - بحسب ما نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية - أن اثنين من الصواريخ أصابا منطقة مكتظة، أحدهما ضرب حافلة كهربائية كانت تقل ركابًا، مما أسفر عن مشاهد مروعة لجثث على الطرقات وسيارات محترقة وناجين مضرّجين بالدماء.
وتداولت وسائل إعلام أوكرانية مقاطع مصورة من موقع القصف تُظهر لحظة الانفجار، وهرع المواطنين للفرار وسط أعمدة من الدخان الكثيف.
إرهاب يطيل أمد الحرب
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تعليق عبر حساباته الرسمية، إن «الصواريخ المعادية أصابت شارعًا اعتياديًا، حياةً اعتيادية: منازل، مؤسسات تعليمية، سيارات.. وكل ذلك في يوم ديني مقدّس».
ووصف الهجوم بأنه «عمل إرهابي متعمد»، مضيفًا: «فقط نذلٌ يمكنه ارتكاب مثل هذا الفعل».
وشدد زيلينسكي على أن «روسيا تسعى إلى هذا النوع من الإرهاب وتعمل على إطالة أمد الحرب»، داعيًا إلى «رد صارم من الولايات المتحدة وأوروبا والعالم».

تصعيد رغم مقترح الهدنة
الهجوم جاء بعد يوم واحد من لقاء جمع مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سان بطرسبورج.
وقد وافقت كييف على خطة طرحتها واشنطن لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، لكن موسكو كثفت من هجماتها على المدن الأوكرانية منذ طرح المبادرة.
وفي مطلع هذا الشهر، لقي 18 شخصًا مصرعهم، بينهم 9 أطفال، إثر ضربة صاروخية استهدفت ملعبًا للأطفال في مدينة كريفي ريه، مسقط رأس زيلينسكي.
مطالبات بدعم جوي عاجل
وسط استمرار التصعيد، ناشد زيلينسكي حلفاءه تزويد أوكرانيا بعشرة أنظمة «باتريوت» إضافية لتعزيز الدفاعات الجوية، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية زوّدت إسرائيل مؤخرًا بمنظومات دفاع مشابهة وسط التوترات مع إيران.
وقال الرئيس الأوكراني: «المفاوضات لم توقف الصواريخ والقنابل الجوية. نحتاج إلى معاملة روسيا كما يُعامل الإرهابيون»، موجهًا الشكر لمن «يساعد أوكرانيا في حماية الحياة».
وتُعد مدينة سومي نقطة عسكرية استراتيجية وتقع على بعد 25 كيلومترًا فقط من الحدود الروسية، واستهدفت الصواريخ حيًا مدنيًا في وسط المدينة كان يشهد تجمعات لمواطنين يحملون أغصان الصفصاف في طريقهم للكنائس احتفالًا بـ«أحد الشعانين».
وقال المدعي العام في المدينة إن الضربة دمرت بالكامل مركزًا لحقوق الإنسان وعددًا من المباني المجاورة، مؤكدًا أن عمليات الإنقاذ لا تزال جارية.