مأساة جوية فوق واشنطن.. اصطدام طائرة ركاب ومروحية عسكرية

أدى تصادم كارثي في الجو بين طائرة تجارية ومروحية بلاك هوك، تابعة للجيش الأمريكي، فوق واشنطن، إلى وقوع عدد من القتلي والجرحي.
وأثار الحادث، الذي وقع بالقرب من مطار رونالد ريجان واشنطن الوطني، ليلة الأربعاء، مخاوف بشأن تنسيق الحركة الجوية وسلامة الرحلات الجوية.
التصادم والعواقب المباشرة
وفقا لتقرير صنداي تايمز، كانت رحلة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 5342، التي تديرها شركة PSA Airlines، في طريقها النهائي إلى مطار ريجان الوطني بعد إقلاعها من ويتشيتا بولاية كانساس، وعلى متنها 60 راكبًا وأربعة أفراد من الطاقم.
في حوالي الساعة 8:47 مساءً، اصطدمت الطائرة بمروحية سيكورسكي إتش-60 بلاك هوك، التي كانت تحمل ثلاثة أفراد عسكريين في مهمة تدريبية من فورت بيلفوار بولاية فرجينيا.
أظهرت روايات شهود العيان ومقاطع فيديو من كاميرا ويب حية في مركز جون ف. كينيدي للفنون المسرحية الانفجار الدرامي عند الاصطدام.
وانشطرت الطائرة النفاثة، وهي من طراز بومباردييه CRJ700، إلى نصفين عند اصطدامها بالمياه، حيث برز أحد الأجنحة وجزء من جسم الطائرة من سطح النهر. وتركت المروحية تتأرجح رأسًا على عقب في الماء.

عدد الضحايا غير واضح مع تكثيف جهود الإنقاذ
حتى صباح اليوم الخميس، لم يؤكد المسؤولون عدد الضحايا أو الناجين. وتباينت التقارير، حيث ذكرت شبكة إن بي سي واشنطن في البداية أن 4 أفراد تم إنقاذهم ونقلهم إلى المستشفى، بينما أشارت التحديثات اللاحقة من شبكة سي إن إن إلى عدم وجود ناجين معروفين. وذكرت شبكة سي بي إس أنه تم انتشال 18 جثة.
أعرب السناتور روجر مارشال من كانساس عن حزنه العميق إزاء الحادث، مؤكدًا على الخسارة المأساوية للأرواح. وقال في مؤتمر صحفي: "عندما يموت شخص واحد، فهذه مأساة، ولكن عندما يموت العديد والعديد والعديد من الناس، فهذا حزن لا يطاق".
الظروف الصعبة تعيق الإنقاذ
وصف جون دونيلي، رئيس الإطفاء في واشنطن، مهمة الإنقاذ بأنها "معقدة للغاية"، قائلا: تم نشر أكثر من 300 فرد من أفراد الطوارئ، بما في ذلك الغواصين وقوارب الإطفاء والمروحيات، للبحث في المياه الجليدية الموحلة لنهر بوتوماك.
من جانبهم، حذر خبراء الأرصاد الجوية من أن انخفاض درجات الحرارة بين عشية وضحاها يزيد من خطر انخفاض حرارة الجسم لكل من الضحايا والمستجيبين.
وأوقف مطار رونالد ريجان الوطني في واشنطن مؤقتًا جميع الرحلات الجوية في الساعة 9:30 مساءً بينما عملت فرق الطوارئ على تقييم الموقف. ووقع الحادث بالقرب من المدرج 1/19، وهو المدرج الأكثر ازدحامًا في الولايات المتحدة، والذي يتعامل مع أكثر من 800 عملية تجارية يومية.

أسئلة حول مراقبة الحركة الجوية وسلامتها
تشير التسجيلات الصوتية من مراقبة الحركة الجوية إلى أنه قبل لحظات فقط من الحادث، أكد طيار بلاك هوك وجود اتصال بصري مع الطائرة النفاثة المقتربة. كان برج المراقبة قد أصدر تعليماته للمروحية "بالمرور خلف" الطائرة، ورد الطيار: "PAT25 لديها الطائرة في الأفق، بعيدة عن الانفصال". ومع ذلك، بعد ثوانٍ قليلة، وقع الاصطدام، مع انفجار كرة نارية في سماء الليل.
وأفادت التسجيلات الصوتية أن طيار على متن طائرة أخرى قال صائحا، "برج المراقبة، هل رأيت ذلك؟" بينما رد مراقب الحركة الجوية في حالة صدمة، قائلاً، "لقد رأيت للتو كرة نارية، ثم اختفت للتو".
ويتم تخصيص طائرة بلاك هوك، التي تستخدم إشارة النداء PAT، للنقل الجوي ذي الأولوية لكبار المسؤولين العسكريين، ورغم ذلك أكد البنتاجون على عدم وجود أفراد دفاعيين رفيعي المستوى على متنها.
روايات وردود أفعال شهود العيان
وصف آري شولمان، الذي كان يقود سيارته أمام المطار في ذلك الوقت، لشبكة سي أن أن، رؤية "سيل من الشرر ... مثل شمعة رومانية" يتتبع الطائرة قبل أن تنحرف بشكل حاد وتختفي عن الأنظار. وتابع "بدا الأمر وكأنه طائرة ركاب عادية الحجم، ثم انحرفت فجأة إلى ما يزيد عن 90 درجة. لقد أضاءت باللون الأصفر الساطع للغاية، وكان الشرر يتدفق من تحتها" .
شارك حماد رضا، الذي كانت زوجته على متن الطائرة، معاناته قائلاً: "أنا أصلي فقط أن ينتشلها شخص ما من النهر. أنا أصلي فقط إلى الله".
الردود الرسمية والتحقيق
تحدث الرئيس دونالد ترامب عن المأساة، قائلاً إنه "تم إطلاعه بالكامل على الحادث المروع".
على منصة Truth Social الخاصة به، تساءل ترامب عن سبب عدم اتخاذ المروحية إجراءات مراوغة، قائلا: "كانت المروحية تتجه مباشرة نحو الطائرة لفترة طويلة. إنها ليلة صافية، كانت أضواء الطائرة مشتعلة - لماذا لم ترتفع المروحية أو تهبط أو تدور؟".
من جانبه، علق نائب الرئيس جيه دي فانس أيضًا، وحث الأمريكيين على "الصلاة من أجل كل من شارك".
واستبعد مكتب التحقيقات الفيدرالي أي دليل على وجود جريمة أو إرهاب فيما يتصل بالحادث. كما أطلق مجلس سلامة النقل الوطني وإدارة الطيران الفيدرالية تحقيقاً في الظروف المحيطة بالحادث، مع التركيز على ما إذا كان سوء التواصل أو خطأ الطيار قد لعب دوراً في الحادث.