بعد وفاة إبراهيم شيكا.. طبيب يحذر من إهمال الفحص المبكر

أثار رحيل لاعب الزمالك السابق إبراهيم شيكا، بعد إصابته بسرطان المستقيم، اهتمامًا متزايدًا حول هذا النوع من السرطان الذي يُصنف ضمن أمراض الجهاز الهضمي الخطيرة، خاصة في ظل تكرار حالات الإصابة به مؤخرًا.
وفي تصريح خاص لـ"نيوز رووم" كشف الدكتور رفاعي حسن، أستاذ جراحة القولون والمستقيم، أن سرطان المستقيم يُعد أحد أنواع السرطانات المرتبطة بالجهاز الهضمي السفلي، ويبدأ عادةً بظهور زوائد أو سلائل صغيرة على جدار الأمعاء، قد تتحول بمرور الوقت إلى أورام خبيثة إذا لم تُكتشف وتعالج في وقت مبكر.
وأوضح أن الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة بالمرض هي من تجاوزوا الخمسين عامًا، إلا أن الملاحظة الطبية تشير في السنوات الأخيرة إلى تزايد الحالات بين من هم أصغر سنًا، والسبب لا يعود إلى عامل واحد، بل إلى مجموعة من العوامل المرتبطة بنمط الحياة، مثل الاكثار من تناول اللحوم الحمراء والمصنعة (مثل السجق واللانشون والهوت دوج) والتي تحتوي على مواد حافظة ومركبات نيتريت ترتبط مباشرة بزيادة خطر الإصابة، وقلة تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه والبقوليات التي تسهم في تحسين حركة الأمعاء وتنظيفها من الفضلات الضارة، والجلوس لفترات طويلة وانخفاض مستوى النشاط البدني، وهو ما يؤدي إلى تباطؤ عملية الهضم وتراكم السموم، والسمنة التي ترتبط بالعديد من أنواع السرطان، وخاصة سرطانات الجهاز الهضمي، بالاضافة إلى التدخين، والذي يساهم في تحفيز الخلايا السرطانية ليس فقط في الرئة، بل في القولون والمستقيم أيضًا، الافراط في تناول الكحول والذي يؤثر على بطانة الأمعاء ويزيد من احتمالية التحولات الخلوية السرطانية.
وأشار الدكتور رفاعي إلى أن الأعراض في بدايتها تكون خفية، مثل اضطرابات بسيطة في الجهاز الهضمي، تغيرات في حركة الأمعاء، أو ظهور دم في البراز، وهي أعراض قد يتجاهلها كثيرون ظنًا بأنها مرتبطة بالإجهاد أو نظام الطعام، لكن مع تقدم المرض، تظهر أعراض أكثر وضوحًا مثل فقدان الوزن غير المبرر، الشعور المستمر بالإرهاق، آلام في البطن، وأحيانًا انسداد الأمعاء.
وأكد أن تأخر اكتشاف المرض أحد أخطر التحديات التي تواجه الأطباء، حيث إن كثيرًا من المرضى لا يخضعون لفحوصات دورية، وبالتالي يصلون إلى مراحل متقدمة يصعب معها العلاج الكامل، وتقتصر فرص الشفاء على العلاج الكيميائي والإشعاعي والعمليات الجراحية المعقدة.
وتابع حسن تصريحاته بالتأكيد على أهمية الوقاية، مشيرًا إلى أن الفحص المبكر مثل إجراء تنظير القولون، يمكن أن يكشف عن السلائل قبل أن تتحول إلى أورام، كما أن تبني نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، والإقلاع عن التدخين والكحول.