عاجل

بعد وفاة إبراهيم شيكا..كيف تكتشف سرطان المستقيم مبكرًا؟

إبراهيم شيكا
إبراهيم شيكا

أثارت وفاة لاعب نادي الزمالك السابق إبراهيم شيكا حالة من التساؤل والقلق حول طبيعة المرض الذي أودى بحياته، وهو سرطان المستقيم، أحد أخطر أنواع السرطان المرتبطة بالجهاز الهضمي.

وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، فإن سرطان المستقيم يُعد ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، حيث يمثل 10% من إجمالي حالات السرطان عالميًا، كما أنه ثاني أسباب الوفاة المرتبطة بالسرطان.

وفي تصريح  لـ"نيوز رووم"، قال الدكتور رفاعي حسن، أستاذ جراحة القولون والمستقيم، إن سرطان القولون والمستقيم يصيب بشكل أساسي الأشخاص فوق سن الـ50 عامًا، مضيفًا أن نمط الحياة يلعب دورًا كبيرًا في رفع معدلات الإصابة، مثل الإكثار من تناول اللحوم المصنعة، قلة تناول الفواكه والخضروات، قلة النشاط البدني، السمنة، التدخين، والإفراط في شرب الكحول.

وأشار حسن إلى أن معظم الحالات تُكتشف في مراحل متأخرة، ما يجعل خيارات العلاج محدودة، لكنه أكد أن الالتزام بأسلوب حياة صحي وإجراء فحوصات دورية يمكن أن يقلل من خطر الإصابة ويساهم في الاكتشاف المبكر.

عوامل الخطر لمرض السرطان المستقيم

من جانبه، أوضح الدكتور مسعد سليمان، استشاري جراحات الشرج والمستقيم، في تصريح لـ"نيوز رووم"، أن هناك عدة عوامل خطر تُسهم في زيادة احتمالية الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، من بينها التقدم في السن (خاصة لمن تجاوزوا سن الـ 50)، وجود تاريخ عائلي للاصابة بالمرض، الاصابة السابقة بسرطان القولون أو وجود سلائل( زوائد لحمية)، نمط حياة غير صحي يشمل نظامًا غذائيًا فقيرًا بالألياف، قلة الحركة، التدخين والكحول.

وحذر سليمان من أن سرطان القولون والمستقيم غالبًا ما يُوصف بـ"الورم الصامت"، حيث لا تظهر أعراضه في المراحل الأولى، ما يزيد من أهمية الفحص الدوري.

وأضاف أن من أبرز الأعراض التي قد تظهر لاحقًا، تغير في عادات الإخراج (إسهال أو إمساك أو ضيق بالبراز)، دم في البراز( بلون أحمر فاتح أو داكن)، آلام في البطن وانتفاخ مزمن، فقدان الوزن الغير مبرر، شعور دائم بالإرهاق، فقر الدم الناتج عن النزيف المزمن.

الكشف المبكر لمرض سرطان الستقيم

شدد استشاري جراحات الشرج والمستقيم، على أهمية الكشف المبكر، من خلال اختبار الدم الخفي في البراز، والذي يُعد من الفحوصات غير الباضعة، ويتم من خلال جمع عينة من البراز وفحصها في المختبر، وفي حال وجود نتائج غير طبيعية، يُوصى بإجراء تنظير القولون لتأكيد التشخيص.

كما أكد أن الأشخاص ذوي التاريخ العائلي مع المرض قد يستفيدون من التوعية الوراثية والاختبارات الجينية لتقييم احتمالية الإصابة وتحديد توقيت الفحوصات الوقائية.

التشخيص والعلاج لمرض سرطان المستقيم

تبدأ خطوات تشخيص المرض بالفحص البدني، والتصوير بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي، ثم إجراء تنظير للقولون أو المستقيم، وقد يُطلب أخذ خزعة لفحصها معمليًا، مع اختبارات جينية إضافية لتحديد العلاج الأنسب.

وفي تصريح لـ"نيوز رووم"، قال الدكتور عزت صبري، أستاذ جراحة الأورام والمناظير، إن العلاج يعتمد على عدة عوامل مثل نوع السرطان، مدى انتشاره، والحالة الصحية للمريض، وتشمل خيارات العلاج:

الجراحة لإزالة الورم (خاصة في المراحل المبكرة).

العلاج الكيميائي.

العلاج الإشعاعي.

العلاج الموجه والمناعي.

الرعاية التلطيفية لتخفيف الأعراض ودعم المرضى نفسيًا.

وأوضح صبري أن خطة العلاج غالبًا ما تكون متعددة التخصصات، يشارك فيها أطباء من مجالات مختلفة لتقديم أفضل رعاية ممكنة.

ونوه أن سرطان المستقيم يُصيب المنطقة التي تربط القولون بفتحة الشرج، ويتطور غالبًا من زوائد لحمية غير سرطانية تتحول خلال سنوات إلى خلايا خبيثة. ومع تقدم المرض، تظهر أعراض أشد مثل ألم عند التبرز، فقدان الوزن المفاجئ، فقر دم، قئ مستمر، الحاجة الملحّة المتكررة للتبرز دون نتيجة.

كما أشار الخبراء إلى أن بعض الحالات قد تشهد عودة المرض حتى بعد العلاج، وهو ما يُعرف بالسرطان المتكرر.

الوقاية من مرض سرطان المستقيم 

رغم خطورته، يُعد سرطان القولون والمستقيم من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بنسبة كبيرة، بحسب ما أوضحه الدكتور عزت صبري، أستاذ جراحة الأورام والمناظير. 

وأشار إلى أن الوقاية تبدأ باتباع نمط حياة صحي، يشمل الفحص الدوري المنتظم بدءًا من سن الأربعين، إلى جانب الالتزام بنظام غذائي غني بالألياف، والخضروات، والفواكه.

كما شدد على أهمية ممارسة النشاط البدني بانتظام، وتجنب اللحوم المصنعة والدهون الزائدة، والحفاظ على الترطيب الجيد بشرب كميات كافية من المياه.

وأضاف أن الإقلاع عن التدخين، وتقليل تناول الكحول، والسيطرة على التوتر النفسي، تعد من العوامل الأساسية التي تقلل من احتمالية الإصابة بهذا النوع من السرطان.

 

تم نسخ الرابط