عاجل

عمليات الملائكة السرية.. لماذا يصر الأوكرانيون على البقاء بمناطق سيطرة روسيا؟

القصف الروسي للمدن
القصف الروسي للمدن الأوكرانية

في ظل تصاعد القمع والظروف المعيشية القاسية، لا يزال ملايين الأوكرانيين يعيشون في مناطق واقعة تحت سيطرة القوات الروسية جنوب شرقي البلاد، متمسكين بالأمل في التحرير، ورافضين مغادرة منازلهم رغم المخاطر اليومية.
 

هذا الواقع المأساوي يأتي في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تخلي الغرب عن بعض الأراضي الأوكرانية، في ظل تصريحات صادرة عن مسؤولين بارزين، بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ألمحت إلى قبول محتمل لفقدان كييف لبعض المناطق.

إيمان راسخ بأن الاحتلال لن يدوم

يُقدّر عدد السكان الذين يعيشون تحت السيطرة الروسية بنحو 6 ملايين شخص، بينهم مليون طفل، في مناطق تصفها الأمم المتحدة بأنها تعاني من «أوضاع قاتمة للغاية» على صعيد حقوق الإنسان. وعلى الرغم من شدة الإجراءات الأمنية، وتعرض المدنيين للمراقبة المستمرة، فإن كثيرين يتمسكون بأمل زوال الاحتلال، معتبرين أن «الشر لا يمكن أن ينتصر»، كما جاء في تقرير لشبكة «CNN» سلط الضوء على الواقع داخل تلك المناطق.

تضحيات يومية وصمت قسري

الحديث إلى الإعلام أو التعبير عن الرأي يمثل مخاطرة جسيمة قد تؤدي إلى الاعتقال أو التعذيب، وهو ما يدفع الأهالي إلى الصمت ومواصلة حياتهم في ظل ظروف قمعية تشبه إلى حد بعيد ما وصفه البعض بـ«العودة إلى الاتحاد السوفيتي». ومع ذلك، يواصل السكان مقاومة الطمس الثقافي من خلال توزيع الأشعار الأوكرانية والاحتفال بالأعياد القومية في السر.

تهديد مباشر للهوية الأوكرانية

تسعى السلطات الروسية، بحسب منظمات حقوقية، إلى طمس الهوية الوطنية الأوكرانية من خلال فرض اللغة الروسية، وتغيير المناهج الدراسية، وإزالة الرموز الثقافية. كما تنتشر الدعاية الروسية، وتُقام نصب تذكارية جديدة، وتُعرض منتجات مجهولة المصدر، معظمها من الصين، في محاولة لفرض واقع جديد بالقوة.

عمليات الملائكة السرية

الهروب من تلك المناطق ليس بالأمر اليسير، إذ يتطلب المرور عبر سلسلة معقدة من نقاط التفتيش المعروفة بعمليات «التصفية»، حيث يتم تفتيش الأجهزة الشخصية، وحتى التعليقات القديمة على وسائل التواصل الاجتماعي قد تؤدي إلى الاعتقال أو الترحيل القسري إلى داخل الأراضي الروسية.

مع ذلك، لا تزال بعض العائلات تنجح في الهروب بمساعدة وحدة خاصة أوكرانية تُعرف بـ«الملائكة»، تنفذ عمليات سرية لإنقاذ المدنيين من خلف خطوط الاحتلال، رغم التحديات والمخاطر الهائلة.

A flag commemorating Soviet military victories flies in Melitopol, a city under Russian occupation.

جواز السفر الروسي.. وسيلة للبقاء أو التجنيد

في ظل فرض موسكو لقرارات تُجبر السكان على الحصول على جوازات سفر روسية، يجد المدنيون أنفسهم أمام خيارين: إما القبول بوثائق الاحتلال لممارسة حياتهم اليومية، أو مواجهة العزلة والخطر، إذ يُمنع غير الحاصلين على الوثائق من العمل أو العلاج أو حتى استدعاء سيارة إسعاف، ويخشى الرجال بشكل خاص من إجبارهم على القتال إلى جانب الجيش الروسي ضد أبناء وطنهم.

تم نسخ الرابط