الإخلاء في 20 دقيقة ومرضى يفرّون في الظلام.. ماذا حدث في قصف مستشفى المعمداني؟
أعلنت وزارة الصحة في غزة، التابعة لحكومة حركة حماس، أن غارة جوية إسرائيلية استهدفت مستشفى المعمداني في مدينة غزة، ما أدى إلى تدمير أقسام العناية المركزة والجراحة في المبنى الرئيسي للمرفق الطبي.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ألسنة لهب ودخانًا كثيفًا يتصاعدان من مبنى من طابقين، فيما بدا أشخاص من المرضى والطاقم الطبي وهم يفرون من الموقع، بعضهم لا يزال على الأسرة الطبية.
وقال شهود عيان - بحسب ما نشرته «BBC» - إن الغارة أسفرت عن تدمير كامل للأقسام المستهدفة، مما تسبب في تهجير المرضى والعاملين.
وأضافت وزارة الصحة أن المبنى "دُمر بالكامل"، ووصفت الحادث بأنه "جريمة مروّعة" أدت إلى إخلاء المستشفى بشكل قسري.
تحذير بالإخلاء ومهلة 20 دقيقة فقط
بحسب إفادات صحفية من داخل المستشفى، تلقى أحد الأطباء اتصالًا هاتفيًا من ضابط في الجيش الإسرائيلي طالبًا إخلاء المرفق الطبي بشكل فوري، قائلاً: "يجب على جميع المرضى والنازحين الخروج إلى مسافة آمنة، أمامكم فقط 20 دقيقة للمغادرة".
وانتشرت على مواقع التواصل لقطات لمغادرة المرضى والطواقم في الظلام، بينما شوهد عشرات الفلسطينيين، من بينهم نساء وأطفال، وهم يغادرون باحة المستشفى التي كانوا يحتمون بها.
آخر ما تبقى من منشآت طبية عاملة في غزة
قبل الحرب، كان مستشفى المعمداني يُعد مرفقًا صغيرًا نسبيًا، لكنه تحول إلى الملاذ الطبي الأخير في مدينة غزة بعد تدمير مجمع الشفاء الطبي وعدد من المستشفيات في شمال القطاع.
ويقول مراقبون إن استهداف المستشفيات في غزة يعكس التدهور الخطير في البنية التحتية الصحية للقطاع المحاصر، حيث لم يتبق سوى عدد محدود من المنشآت الطبية القادرة على تقديم الخدمات.
تصعيد مستمر وحصيلة ثقيلة
تأتي هذه الغارة في ظل استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة التي انطلقت عقب هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وأسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي وأسر 251 شخصًا، بحسب الرواية الإسرائيلية.
ومنذ بدء الحرب، أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل أكثر من 50,933 شخصًا، بينهم 1,563 منذ استئناف الهجوم الإسرائيلي في 18 مارس الماضي.
وفي أكتوبر 2023، كان مستشفى المعمداني نفسه قد شهد انفجارًا أدى إلى مقتل المئات، حيث اتهمت السلطات الفلسطينية إسرائيل بالمسؤولية، فيما قالت تل أبيب إن الانفجار ناجم عن صاروخ فاشل أطلقته حركة الجهاد الإسلامي، وهو ما نفته الأخيرة.
