إيران: مستعدون للحوار رغم تنصُل واشنطن من التزاماتها

أكد النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، أن رفع العقوبات الجائرة المفروضة على الشعب الإيراني من قبل الولايات المتحدة يُعد من أبسط حقوق إيران، مشددًا على أن طهران رغم ذلك منفتحة على التفاوض والحوار.
وقال عارف في تصريحات نقلتها وكالة "مهر" الإيرانية: "نحن نُظهر مرة أخرى قدرتنا على الصبر. لا ننسى ما جرى في الماضي من أفعال عنيفة وخاطئة بحق إيران والعالم الإسلامي، لكننا أمة تؤمن بالحوار والانفتاح".
انتقادات لانسحاب واشنطن
وأوضح عارف أن بلاده لا يمكنها تجاهل تاريخ الولايات المتحدة في التنصل من التزاماتها، في إشارة إلى انسحابها الأحادي وغير القانوني من الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة)، والذي أُبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى.
كما أشار إلى أن واشنطن أعادت فرض العقوبات على إيران، بل وذهبت إلى تشديد الإجراءات الاقتصادية القسرية ضد الجمهورية الإسلامية بعد انسحابها من الاتفاق.

محادثات سلطنة عمان
وجاءت تصريحات عارف، عقب محادثات غير مباشرة جرت في العاصمة العُمانية مسقط، شارك فيها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأمريكي الخاص للمنطقة ستيفن ويتكوف، بوساطة من وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي.
واتفق الطرفان على مواصلة الحوار بهدف التمهيد لمفاوضات مستقبلية، ووصفت الأجواء بأنها "بناءة".
عراقجي: مستعدون للدبلوماسية
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد صرح في وقت سابق من اليوم ذاته بأن إيران تمنح فرصة جادة للدبلوماسية لمعالجة القضايا النووية ورفع العقوبات، مؤكدًا أن طهران لا تسعى إلى مفاوضات مطولة.
ترامب يبدي مرونة
وقالت الخارجية الأمريكية إن "المحادثات كانت إيجابية وبنّاءة"، مشيدة بدور سلطنة عمان في استضافة اللقاء.
وأضافت في بيان نشره موقع "نيوزويك" أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، أبلغ نظيره الإيراني عباس عراقجي، بأن لديه تعليمات مباشرة من الرئيس ترامب لحل الخلافات عبر الحوار والدبلوماسية، إذا توفرت الفرصة لذلك.
وتأتي هذه المحادثات بعد سنوات من القطيعة الدبلوماسية وتبادل الاتهامات، خصوصًا بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي المعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة" عام 2018.
ومنذ ذلك الحين، توترت العلاقات بين الجانبين، في ظل الاتهامات الأمريكية لطهران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه إيران، مؤكدًة أن برنامجها ذو طابع سلمي.