رقابة رومانية مشددة لمكافحة الحمى القلاعية بعد انتشارها في المجر

في الوقت الذي يواصل فيه فيروس الحمى القلاعية تهديد قطاع الزراعة في رومانيا، تظل صادرات اللحوم ومنتجات الألبان المجرية تشكل أكبر تحد للمزارعين الرومانيين.
وبحسب قناة "يورونيوز"، فإن هذا التحدي يتصاعد في ظل الإجراءات الصارمة التي فرضتها السلطات الرومانية في "بوخارست"، لحماية الثروة الحيوانية من هذا الوباء المتنقل، وذلك عبر تكثيف الفحوصات على الحيوانات، وتشديد الرقابة على المنتجات الحيوانية المستوردة من البلدان التي تأثرت بالفيروس، أبرزها المجر.
نهاية حالة الطوارئ في المجر
وعلى الرغم من إعلان وزير الزراعة المجري، استيفان ناجي، عن نهاية حالة الطوارئ في بلاده بعد السيطرة على التفشي الأول لمرض الحمى القلاعية، فإن رومانيا تواصل اتخاذ تدابير احترازية مشددة، بما في ذلك فرض حظر على استيراد اللحوم، الألبان، وكذلك السماد من المناطق التي شهدت تفشيًا للمرض، مثل المجر.
وأوضحت السلطات الرومانية، أنها ستخضع المزارع التي استوردت منتجات مجرية منذ بداية شهر فبراير الماضي، إلى فحوصات دقيقة ومحددة لضمان سلامة الثروة الحيوانية.
وكشف أحد مربي الأبقار في منطقة براسوف عن تدابيره الوقائية، حيث يقوم بتطهير جميع الأشخاص والمركبات قبل دخولها إلى مزرعته.
مخاوف من انتشار الفيروس عبر حدود رومانيا
ويأتي هذا التصعيد في الإجراءات وسط تصاعد المخاوف من انتشار الفيروس عبر الحدود المشتركة بين رومانيا والمجر.
وفي هذا السياق، أشار رئيس جمعية مزارعي الأبقار إلى أن التهديد الأكبر يتأتى من المجر، ورحب بنقل الحكومة الرومانية فرقًا بيطرية مختصة لتأمين الحدود ومراقبة الوضع بشكل مستمر.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عُقد أمس، السبت، أكد وزير الزراعة المجري أن جميع عينات الفحوصات الأخيرة أظهرت نتائج سلبية، مشيرًا إلى أن مرحلة مكافحة التفشي الأول قد انتهت.
ومع ذلك، أوضح أن الفيروس قد يظل خاملاً لمدة تصل إلى 14 يومًا، مما يقتضي استمرار الحذر واتخاذ الاحتياطات المناسبة لتجنب أي تفش جديد.
تقديم تعويضات مالية
ووعد الوزير بتقديم تعويضات مالية، في إطار دعم المزارعين المجريين المتضررين من الفيروس فضلًا عن تقديم دعم حكومي، لإعادة تشغيل المزارع من خلال دفع أجور العمال وتخفيف الأعباء المالية عن طريق تعليق دفع القروض لمدة عام.
في ذات السياق، أكد المفتش العام الوطني للطب البيطري في المجر زابولكس باشتور، أن الهيئة الصحية تواصل عملها الرقابي لضمان سلامة المزارع، مشددًا على ضرورة منع الاتصال بين الحيوانات والحياة البرية، وداعيًا إلى إقامة أسوار حول المزارع المتضررة لتعزيز الوقاية.
وفي ظل هذه التدابير، تظل رومانيا على أهبة الاستعداد لمكافحة أي تفشٍ محتمل للفيروس، مع التركيز على تعزيز الرقابة والتعاون بين الدول المجاورة في محاربة هذا الوباء الخطير.