عاجل

20 ألف متر من اللهب.. حرائق غابات تضرب غرب ألمانيا وسط طقس تاريخي الجفاف

حرائق الغابات
حرائق الغابات

أفادت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية ، بأن فرق الإطفاء تكافح منذ صباح السبت سلسلة من حرائق الغابات التي اندلعت في مناطق متفرقة من ولاية شمال الراين وستفاليا، في وقت تشهد فيه البلاد طقسًا جافًا يُعد من بين الأشد خلال الأعوام الأخيرة.

ونقلت الإذاعة الألمانية، أن بلدة سوندرن، الواقعة جنوب غرب مدينة دورتموند، شهدت اندلاع حريق هائل في منطقة غابات ، امتد على مساحة تقدر بنحو 20 ألف متر مربع، ما استدعى إطلاق عملية إخماد واسعة النطاق، وفقًا لتقارير صادرة عن إدارة الإطفاء المحلية.

 وبحسب إذاعة غرب ألمانيا "WDR"،  قال المتحدث باسم جهاز الإطفاء في سوندرن، مايكل سالمين، إن الموقف تحوّل إلى درامي بشكل مفاجئ بالنسبة لأول الفرق التي وصلت إلى الموقع... كان الحريق أسرع مما توقعنا.

ورغم السيطرة على النيران مع حلول مساء السبت، إلا أن جهود الإطفاء تواصلت طوال الليل وحتى صباح الأحد، في محاولة لتبريد المناطق المتأثرة ومنع تجدد الاشتعال.

موجة حرّ تضرب أوروبا.. حرائق متواصلة ودرجات حرارة قياسية – DW – 2022/7/17

حرائق متعددة في مناطق متفرقة
 

بحسب التقرير الألماني، لم تكن سوندرن وحدها ساحة للهب، فقد اندلع حريق آخر قرب بلدة سيميرات، الواقعة جنوب شرقي مدينة آخن على الحدود البلجيكية، حيث تم نشر قرابة 70 عنصرًا من رجال الإطفاء والشرطة للتعامل مع الحريق،  إلا أن الرياح القوية التي اجتاحت المنطقة زادت من صعوبة السيطرة على النيران، بحسب ما أفادت به السلطات.

كما أُبلغ عن حرائق غابات إضافية داخل إحدى الغابات في مدينة فوبرتال، ما يرفع من وتيرة التحذيرات البيئية في الولاية.

جفاف غير مسبوق يرفع درجة التأهب


تأتي هذه الحرائق على خلفية ظروف مناخية استثنائية تعاني منها ألمانيا، حيث يشير خبراء الأرصاد إلى أن شهري فبراير ومارس شهدا انخفاضًا حادًا في معدلات الأمطار، وصل إلى 70% مقارنة بمتوسط السنوات السابقة. كما لم تُسجل أي هطولات مطرية تُذكر منذ بداية أبريل الجاري، ما يجعل من هذا الربيع واحدًا من أكثر المواسم جفافًا في تاريخ ألمانيا الحديث.

وأدى هذا الجفاف إلى انخفاض مستويات ذوبان الثلوج من جبال الألب، ما تسبب في تداعيات إضافية، أبرزها تهديد الأمن الغذائي، وتراجع الإنتاج الزراعي، ونفوق أعداد من الحيوانات البرية، فضلًا عن تأثيره المباشر على حركة الشحن في نهر الراين، أهم ممر مائي داخلي في أوروبا.


 

وحتى اللحظة، لا تزال أسباب اندلاع الحرائق مجهولة، فيما شرعت السلطات المحلية في فتح تحقيقات موسعة لتحديد ما إذا كانت النيران ناتجة عن عوامل بشرية أو طبيعية.

وتواصل السلطات رفع درجة التأهب، وسط تحذيرات من تزايد خطر اندلاع حرائق جديدة في الأسابيع المقبلة، ما لم تتغير الظروف المناخية الحالية بشكل جذري.
 

تم نسخ الرابط