أردوغان يتعهد بحماية وحدة دمشق.. تقارب تركي سوري في وجه التصعيد الإسرائيلي

اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إسرائيل بمحاولة تقويض استقرار سوريا، في تصريحات حادة أطلقها خلال منتدى أنطاليا الدبلوماسي، بعد أيام من محادثات تركية إسرائيلية سعت لاحتواء تصاعد التوتر بين الجانبين داخل الأراضي السورية.
وقال أردوغان أمام الحضور: "تركيا لن تسمح بجرّ سوريا إلى دوامة جديدة من عدم الاستقرار"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسعى لإجهاض "ثورة 8 ديسمبر"، في إشارة إلى الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السوري السابق بشار الأسد بعد عقود من الحكم.
وأضاف أن بلاده تجري حوارًا وثيقًا مع القوى الفاعلة في المنطقة، خاصة الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، من أجل الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها.

تقارب تركي سوري في وجه التصعيد الإسرائيلي
وشهد المنتدى لقاءً بارزًا بين أردوغان والرئيس السوري الجديد أحمد الشراع، حيث أعاد الجانب التركي التأكيد على دعم الحكومة الانتقالية في دمشق، والرفض القاطع لمحاولات زعزعة الأوضاع في البلاد. كما أكد أردوغان دعم أنقرة لرفع العقوبات المفروضة على سوريا.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية، يأتي هذا التقارب بين أنقرة ودمشق بعد تصعيد عسكري إسرائيلي، تمثل في قصف ثلاثة قواعد جوية سورية هذا الشهر، مما فاقم التوترات في الساحة السورية. وتشير تقارير إلى أن فرقًا تركية أجرت عمليات استطلاع لمطارات ومواقع عسكرية سورية، في إطار دراسة إمكانية نشر قوات ومعدات ضمن اتفاق دفاعي محتمل مع الحكومة السورية الجديدة.

اتصالات أمنية بين أنقرة وتل أبيب
ورغم التصعيد، استضافت أذربيجان محادثات بين مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين من تركيا وإسرائيل بهدف وضع آلية لتفادي الاشتباك المباشر داخل سوريا. وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أهمية إنشاء آلية تنسيق عسكري مع إسرائيل، على غرار الآليات المعمول بها مع روسيا والولايات المتحدة.
وأشار فيدان إلى وجود قنوات اتصال فنية بين الجانبين تُفَعَّل "عند الحاجة"، لتجنب أي اشتباكات غير مقصودة في الأجواء السورية.
مخاوف من تقويض الاستقرار الإقليمي
من جانبه، حذّر الخبير في شؤون الشرق الأوسط آرون لوند من أن التواجد العسكري التركي في سوريا قد يحد من حرية حركة إسرائيل في المنطقة، لا سيما إذا شمل استخدام المجال الجوي ونشر أنظمة دفاع جوي. كما أشار إلى أن إسرائيل تحاول منع الحكومة الانتقالية السورية من بسط سيطرتها على مناطق جنوب دمشق.
وكانت إسرائيل قد وسعت عملياتها داخل سوريا عقب سقوط نظام الأسد، بما في ذلك توغل في ريف درعا أسفر عن مقتل تسعة مدنيين، فيما بدأت شركات سياحية إسرائيلية بتنظيم رحلات لمنطقة جبل الشيخ بالتنسيق مع قوات الاحتلال المنتشرة هناك.