مطالب أمريكية بالحصول على موارد طبيعية مقابل دعم عسكري
واشنطن تطالب بالسيطرة على أنبوب غاز أوكراني.. وكييف ترفض الابتزاز

في تطور جديد للعلاقات المتوترة بين واشنطن وكييف، كشفت تقارير إعلامية عن مطالبة الولايات المتحدة بالسيطرة على خط أنابيب الغاز الحيوي الذي يمر عبر أوكرانيا، في إطار صفقة أوسع تتضمن الاستحواذ على موارد طبيعية، مقابل الدعم العسكري الذي قُدم لكييف خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مطلعة أن مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين اجتمعوا يوم الجمعة لمناقشة مقترحات أمريكية بشأن اتفاق في قطاع المعادن.
وبحسب التسريبات التي نقلتها صحيفة «الجارديان» البريطانية، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يطالب كييف بتقديم مواردها الطبيعية كـ"ثمن" للأسلحة التي تم تسليمها في السنوات الماضية.
واشنطن تفرض شروطها
وأكدت الوكالة أن الصيغة الأخيرة للمقترح الأمريكي تتسم بنبرة أكثر "تشدداً" من المسودة التي طُرحت في فبراير الماضي، والتي كانت تنص على منح واشنطن امتيازات تصل قيمتها إلى 500 مليار دولار من المعادن النادرة، إضافة إلى النفط والغاز.

لكن الوثيقة الأحدث تشمل طلباً صريحاً بأن تؤول السيطرة على خط أنابيب الغاز الممتد من مدينة سودجا الروسية إلى مدينة أوجهورود الأوكرانية، قرب الحدود الأوروبية، إلى وكالة التمويل الدولية الأمريكية.
ويُعد هذا الخط من البنى التحتية الحيوية التي أنشئت في الحقبة السوفيتية، وكان مصدرًا رئيسيًا للعوائد من رسوم عبور الغاز، حتى توقفت الإمدادات مطلع يناير مع انتهاء عقد النقل بين أوكرانيا و"غازبروم" الروسية.
كييف ترفض الابتزاز الاقتصادي
ووصف الخبير الاقتصادي الأوكراني فولوديمير لاندا، من مركز الاستراتيجية الاقتصادية في كييف، المطالب الأمريكية بأنها "ابتزاز استعماري"، مشيراً إلى أن فرص قبول كييف بها ضئيلة جداً.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد اقترح في وقت سابق صفقة تسمح للولايات المتحدة بالاستثمار في قطاع المعادن مقابل استمرار الدعم العسكري، لكن إدارة ترامب لم تُبدِ استعدادًا لتقديم التزامات أمنية، مطالبة بالموارد فقط دون مقابل واضح.

وقال زيلينسكي للصحفيين: "نحن مستعدون للتعاون لكن على أساس من التوازن، وتقاسم الإيرادات بنسبة 50-50".
تقسيم أوكرانيا
وفي سياق متصل، نفى المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوغ تصريحات نُسبت إليه بشأن تقسيم أوكرانيا على غرار برلين ما بعد الحرب العالمية الثانية، موضحًا أنه كان يشير إلى خطة لنشر قوة دولية في البلاد بعد وقف إطلاق النار لدعم السيادة الأوكرانية.
وكان مبعوث آخر لترامب، ستيف ويتكوف، قد اجتمع يوم الجمعة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبورج، حيث طرح خطة تتضمن تسليم روسيا أربع مقاطعات أوكرانية، منها أراضٍ تسيطرعليها كييف ويقطنها نحو مليون شخص.

دعم عسكري أوروبي واعتداءات روسية
وعلى هامش اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعي لدعم أوكرانيا، أعلن حلفاء كييف عن حزمة مساعدات عسكرية قياسية بقيمة 21 مليار يورو، فيما اتهموا موسكو بالتلكؤ في تنفيذ اتفاق هدنة مدته 30 يوماً، وافقت عليه أوكرانيا.
وشنّت القوات الروسية هجمات جوية جديدة فجر السبت، أسفرت عن تدمير ثلاثة مستودعات في كييف وإصابة شخصين، وأكدت السلطات الأوكرانية أن روسيا أطلقت أكثر من 70 صاروخاً و2200 طائرة مسيّرة منذ إعلان المبادرة الأمريكية للهدنة في 11 مارس الماضي.
وفي ختام حديثه، أشاد زيلينسكي بالطيار الأوكراني الشاب، الكابتن بافلو إيفانوف (26 عاماً)، الذي قُتل خلال مهمة قتالية بطائرة إف-16، قائلاً إن سلاح الجو الأوكراني "يدافع ببسالة" عن البلاد في مواجهة الصواريخ والطائرات المسيّرة الروسية.