جولة جديدة 19 أبريل.. تفاصيل ما جرى بمحادثات إيران وأمريكا في غرفتين منفصلتين

في تطور جديد على صعيد الملف النووي الإيراني، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن المحادثات غير المباشرة التي جرت مع ممثلي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة العمانية مسقط، السبت، جرت في أجواء "بناءة" و"قائمة على الاحترام المتبادل"، ما مهّد الطريق أمام اتفاق الجانبين على عقد جولة ثانية من المفاوضات الأسبوع المقبل.

مسقط تفتح نافذة للتهدئة

ووفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، فقد استمرت المحادثات لأكثر من ساعتين، وعُقدت بشكل غير مباشر، حيث جلس الوفدان في غرفتين منفصلتين، بينما تولى وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي دور الوسيط بين الطرفين.

وأفادت "إرنا" بأن الوزير العماني نجح في خلق "أجواء ودية" أسهمت في تقليص الفجوات، وصولاً إلى لقاء مباشر قصير جمع بين رئيسي الوفدين الإيراني والأمريكي قبل مغادرتهما.

ترامب يسعى لاتفاق عبر الحوار

من جهتها، قالت الخارجية الأمريكية في بيان أُرسل إلى موقع "نيوزويك"، إن "المحادثات كانت إيجابية وبنّاءة"، مشيدة بدور سلطنة عمان في استضافة اللقاء. وأضاف البيان أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أبلغ نظيره الإيراني عباس عراقجي بأن لديه تعليمات مباشرة من الرئيس ترامب لحل الخلافات عبر الحوار والدبلوماسية، إذا توفرت الفرصة لذلك.

خلفية التوتر والرهانات النووية

تأتي هذه المحادثات بعد سنوات من القطيعة الدبلوماسية وتبادل الاتهامات، خصوصًا بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي المعروف بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة" عام 2018. ومنذ ذلك الحين، توترت العلاقات بين الجانبين في ظل الاتهامات الأمريكية لطهران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه إيران مؤكدًة أن برنامجها ذو طابع سلمي.

آمال محدودة وحذر دولي

وعلّق محللون على المحادثات بتحفظ، حيث رأى الباحث في مجموعة أوراسيا غريغوري برو أن "الرسائل الصادرة من إيران وعُمان تبدو إيجابية، لكن من المبكر إصدار أحكام". فيما قال أليكس فاتانكا، الخبير في معهد الشرق الأوسط، إن إيران "جادة في خيار الدبلوماسية"، في حين أعربت الصحفية الأمريكية من أصل إيراني، فرناز فصيحي، عن تفاؤلها الحذر مشيرة إلى أجواء اللقاء التي وصفتها بـ"الهادئة والمحترمة".

جولة جديدة مرتقبة

من المقرر أن تُستأنف المحادثات يوم السبت المقبل، 19 أبريل، بحسب ما أكده وزير الخارجية الإيراني وبيان البيت الأبيض، وسط ترقب إقليمي ودولي لما قد تحمله الجولة المقبلة من اختراق في أحد أكثر الملفات تعقيداً على الساحة الدولية.