تصاعد "العنف الرقمي" يدفع لدمج جهود مكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة
بريطانيا تشكل قوة مشتركة لمطاردة شبكات استغلال الفتيات

كشفت السلطات البريطانية عن تشكيل فريق عمل مشترك بين جهاز مكافحة الإرهاب والوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة "NCA"، لملاحقة شبكات إلكترونية تضم مراهقين وشبابًا يمارسون أنشطة رقمية خطيرة، من بينها استهداف فتيات مراهقات يعانين اضطرابات نفسية عبر منتديات الانتحار واضطرابات الأكل.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «الجارديان»، يأتي هذا التحرك بعد تنامي ظاهرة تُعرف باسم "com networks"، وهي مجتمعات رقمية مغلقة ازدهرت خلال العامين الماضيين، وتضم مئات الذكور اليافعين في المملكة المتحدة، يتشاركون محتوى عنيفًا وساديًا، ويسعون لاستدراج ضحايا من الفتيات الهشّات نفسيًا نحو الإيذاء الذاتي أو الانخراط في ممارسات استغلال جنسي.

هل يتحول الهوس بالعنف إلى هجمات إرهابية؟
قال مات جوكس، رئيس قسم العمليات الخاصة في شرطة لندن والمشرف على ملف مكافحة الإرهاب، أن تشكيل الفريق الجديد يمثّل "لحظة حاسمة" في مواجهة هذا النوع من التهديدات المعقدة، مضيفًا أن كثيرًا من هذه الحالات باتت تشبه من حيث النمط قضايا إرهابية أو تخطيط لهجمات جماعية، ما يصعب التفرقة بينها وبين الجرائم التقليدية قبل وقوع الكارثة.

وأضاف جوكس: "ما نراه حاليًا هو شباب يشعرون بالغربة والعزلة، يجدون عبر الإنترنت محتوى يغذي أفكارهم المتطرفة، ويمنحهم الإحساس بالتبرير والدعم. وهذا يشمل محتوى يحرض على القتل أو العنف الجنسي أو حتى الانتحار".
شبكات تتغذى على كراهية النساء
من جانبه، أشار جيمس بابيدج، مدير عام التهديدات في الوكالة الوطنية للجريمة، إلى أن المحتوى الذي يستهلكه هؤلاء المراهقون يحمل جرعة عالية من كراهية النساء، ويغذي تصورات مشوهة عن تراجع مكانة الذكور و"تفوق الإناث"، ما يؤدي إلى انحرافات خطيرة في السلوك.

وأوضح أن أعضاء شبكات "كوم" غالبًا ما يتحركون من أجل "الكودوس"، أي تحقيق شهرة واعتراف داخل دوائرهم الرقمية، عبر تنفيذ أعمال استغلال أو ابتزاز، مستهدفين على نحو خاص الفتيات اللاتي يعانين من ميول انتحارية أو اضطرابات في الأكل.
الدعوة لتدخل شركات التكنولوجيا
ودعا جوكس شركات التكنولوجيا الكبرى إلى تحمل مسؤولياتها، مشيرًا إلى أن الخوارزميات تلعب دورًا في إيصال هذا النوع من المحتوى للشباب الباحثين عنه، مؤكدًا أن "حجم المشكلة تجاوز قدرة التدخل البشري، ولا بد من حلول تقنية لوقف تدفق هذا المحتوى المحرض".
يأتي هذا التحرك في أعقاب حادثة مروعة هزّت الرأي العام البريطاني، حين أقدم مراهق في ساوثبورت على قتل ثلاث فتيات داخل مركز رقص، بعد أن كان قد تم رفضه ثلاث مرات من برنامج "بريفنت" المعني برصد التوجهات الإرهابية المبكرة.