تحذيرات من عسكرة الفضاء وسط قصور المعاهدات الدولية
تهدد 7000 قمر صناعي.. الناتو: روسيا تدرس نشر أسلحة نووية في الفضاء

في وقت تتزايد فيه مؤشرات عسكرة الفضاء وتحوله إلى ساحة صراع بين القوى الكبرى، أطلق حلف شمال الأطلسي تحذيرًا جديدًا من احتمال إقدام روسيا على نشر أسلحة نووية في المدار الفضائي، ما ينذر بتداعيات أمنية خطيرة على أنظمة الاتصالات والمراقبة العالمية.
فمع تسارع السباق التكنولوجي خارج الغلاف الجوي، باتت الأقمار الصناعية تمثل عصب الحياة اليومية ومفتاح التفوق الاستراتيجي، ما يدفع الحلفاء إلى إعادة تقييم موازين الردع والدفاع في هذا الميدان المتغير.
ومن جانبه، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مارك روته، عن قلق الحلف من تقارير تشير إلى نية روسيا نشر أسلحة نووية في الفضاء، محذرًا من أن مثل هذا التطور قد يهدد آلاف الأقمار الاصطناعية الحيوية للأمن والدفاع والبنية التحتية العالمية، بحسب تقارير نشرتها صحيفة «بوليتيكو».
الفضاء ساحة قتال جديدة
وفي مقابلة نشرتها صحيفة «Welt am Sonntag» الألمانية، السبت، قال روته:" نحن على علم بتقارير تفيد بأن روسيا تدرس إمكانية وضع أسلحة نووية في الفضاء .. هذا الأمر مقلق للغاية.
وأضاف:" تطوير أسلحة نووية في الفضاء يمثل وسيلة لتحسين القدرات الروسية .. والفضاء بات مهمًا لردعنا ودفاعنا، تمامًا كأهميته في البر والبحر والجو والفضاء السيبراني".

تهديد مباشر للبنية التحتية العالمية
روته، الذي شغل سابقًا منصب رئيس وزراء هولندا، أشار إلى أن الفضاء أصبح مزدحمًا وخطرًا وغير متوقع أكثر من أي وقت مضى، في ظل اشتداد المنافسة بين القوى الكبرى.
وأوضح أن "نحو 7000 قمر صناعي تدور حاليًا حول الأرض، وتشكل نظم الفضاء أساسًا لأنماط حياتنا اليومية، بدءًا من الاتصالات الهاتفية والخدمات المصرفية، وحتى التنبؤات الجوية".
وحذر من أن نشر أسلحة نووية في المدار لن يهدد فقط الأقمار الصناعية التابعة لأوكرانيا وحلفائها، بل سيمس البنية التحتية الفضائية المدنية والعسكرية عالميًا.

معاهدة قديمة وواقع جديد
رغم توقيع 114 دولة على معاهدة دولية عام 1967 لمنع سباق التسلح في الفضاء، من بينها روسيا، إلا أن تلك المعاهدة لا تمنع تمامًا الأنشطة العسكرية في الفضاء، ويقول منتقدون إنها لم تعد كافية للتعامل مع المخاطر التي تفرضها تكنولوجيا الفضاء الحديثة.
تطوير الدفاعات الفضائية
وأشار روته إلى أن "دول الناتو بدأت بالفعل التكيف مع التحديات الفضائية، من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية، وإنشاء مراكز قيادة فضائية وطنية، وتطوير أقمار صناعية صغيرة أكثر قدرة على المناورة والحماية".