محمد السبكي: الدولة تحقق طفرة في التوسع بمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة

قال الدكتور محمد السبكي رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة سابقا، إنّ الطفرة التي شهدتها مصر في هذا المجال بدأت منذ عام 2014 بصدور قانون لتنمية إنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة، مع التزام الحكومة بتطوير القطاع، وساهمت هذه السياسات في وضع مصر على الخريطة العالمية كمركز مهم للطاقة المتجددة.
وأضاف السبكي، في مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أنّ مصر تسعى أيضًا إلى إنتاج «الهيدروجين الأخضر» باستخدام الطاقات المتجددة، مما يساعد في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وأشار إلى أن القدرة البشرية في مصر تساهم في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة داخل وخارج البلاد، مشددًا على وجود إمكانيات كبيرة في المستقبل القريب لتحقيق المزيد من الإنجازات في هذا القطاع.
وأكد الدكتور السبكي أن هذه الجهود تمثل نقطة تحول هامة لمصر في مجال الطاقة المتجددة، مما يعزز من مكانتها في قطاع الطاقة العالمي ويؤكد التزامها بخفض الانبعاثات الكربونية.
الهيدروجين الأخضر
وجدير بالذكر أن، الهيدروجين الأخضر هو أحد أكثر الحلول الواعدة في مجال الطاقة النظيفة والمستدامة، ويُنظر إليه عالميًا باعتباره وقود المستقبل. يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر من خلال عملية تُعرف باسم التحليل الكهربائي للماء، حيث تُستخدم الكهرباء المستمدة من مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح لفصل جزيئات الماء إلى أكسجين وهيدروجين، دون إطلاق أي انبعاثات ضارة بالبيئة، وخاصة غاز ثاني أكسيد الكربون.
ويتميز الهيدروجين الأخضر عن أنواع الهيدروجين الأخرى، مثل "الهيدروجين الرمادي" الذي يُنتج من الغاز الطبيعي وينتج عنه انبعاثات كربونية، و"الهيدروجين الأزرق" الذي يعتمد على نفس الطريقة مع تقنيات احتجاز الكربون، بأنه الأكثر صداقة للبيئة لأنه لا يتسبب في أي انبعاثات كربونية طوال مراحل إنتاجه.
يمثل الهيدروجين الأخضر أحد الركائز الأساسية لتحقيق التحول نحو الطاقة المستدامة، حيث يمكن استخدامه في عدد كبير من التطبيقات الصناعية والتجارية، مثل تشغيل المركبات الثقيلة والقطارات والسفن، وتوفير الطاقة للمصانع كثيفة الاستهلاك، بالإضافة إلى إمكانية استخدامه كوسيلة لتخزين الطاقة المتجددة الفائضة.
وتسعى العديد من الدول، بما في ذلك مصر، إلى الدخول بقوة في سوق إنتاج الهيدروجين الأخضر، لما يمثله من فرص اقتصادية واستراتيجية هائلة، فضلًا عن دوره المحوري في دعم جهود مواجهة التغير المناخي وتنفيذ الالتزامات الدولية المتعلقة بخفض الانبعاثات الكربونية.
وفي ظل التحديات البيئية والطلب العالمي المتزايد على مصادر طاقة نظيفة وآمنة، بات الهيدروجين الأخضر يمثل فرصة حقيقية لبناء اقتصاد منخفض الكربون وتحقيق تنمية مستدامة تراعي الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية.