مواصلة المحادثات الأمريكية الإيرانية الأسبوع المقبل تمهيدًا لمفاوضات مباشرة

في خطوة لافتة قد تعيد رسم ملامح العلاقة بين طهران وواشنطن، اتفق الطرفان على مواصلة المحادثات غير المباشرة التي انطلقت في سلطنة عُمان، وسط مؤشرات على اقتراب الجانبين من عقد مفاوضات مباشرة هي الأولى من نوعها منذ سنوات.
وتأتي هذه التطورات في ظل تحركات دبلوماسية مكثفة لإحياء المسار التفاوضي حول البرنامج النووي الإيراني، ومحاولة تهدئة التوترات الإقليمية والدولية المتصاعدة.
تمهيد لمفاوضات مباشرة
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، مساء السبت، أن نائب وزير الخارجية عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، اتفقا على مواصلة المحادثات الأسبوع المقبل، وذلك عقب جولة أولية من المباحثات غير المباشرة في العاصمة العُمانية مسقط.
ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن مصادر دبلوماسية قولها إن المحادثات الأولية أسفرت عن نتائج إيجابية، مما يمهد الطريق لإجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين للمرة الأولى منذ سنوات. وتناولت المناقشات عدة قضايا ذات اهتمام مشترك، أبرزها البرنامج النووي الإيراني وملف العقوبات الاقتصادية.
نحو تواصل مباشر
وتمثل هذه الجولة من المحادثات مرحلة انتقالية مهمة في مسار العلاقات المتوترة بين طهران وواشنطن، إذ تسعى الدولتان إلى بناء أرضية مشتركة تتيح العودة إلى طاولة التفاوض المباشر، وسط تصاعد الضغوط الدولية بشأن مستقبل الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015.
ورغم أن الجلسات التي عُقدت في مسقط تمت بشكل غير مباشر، من خلال وساطة وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، فإن المؤشرات الصادرة عن الجانبين تعكس وجود رغبة متبادلة في اختبار جدية كل طرف قبل الانتقال إلى مفاوضات مفتوحة.

تصعيد وتراجع
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي عام 2018، وأعاد فرض عقوبات صارمة على إيران، ما دفع الأخيرة إلى تقليص التزاماتها النووية تدريجيًا. ومنذ ذلك الحين، فشلت عدة جولات تفاوضية في إحياء الاتفاق وسط خلافات حادة بشأن آليات التنفيذ والضمانات.
ويأتي هذا التحرك الجديد بعد تحذيرات من كبار المسؤولين الإيرانيين للمرشد الأعلى علي خامنئي من أن رفض الحوار قد يؤدي إلى تداعيات داخلية وخارجية خطيرة، في ظل تهديدات عسكرية من الولايات المتحدة وإسرائيل، وتصاعد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية داخل إيران.