لماذا تشهد أسعار العقارات ارتفاعا مستمرا؟ خبراء يجيبون

شهدت السوق العقارية المصرية تطورات ملحوظة في السنوات الأخيرة، إذ أصبحت العقارات واحدة من أكثر الاستثمارات أمانًا وجاذبية في مواجهة التقلبات الاقتصادية، لكن مع هذا التطور، رافق السوق ارتفاع ملحوظ في أسعار الوحدات العقارية، مما أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا الارتفاع وتأثيره على السوق والمستثمرين.
في التقرير التالي، يسلط “نبوز رووم”، الضوء على أسباب زيادة أسعار العقارات وآراء الخبراء حول مستقبل السوق العقارية المصرية، التي حققت طفرة كبيرة في الحرفية والتطور، مدفوعة بالإقبال المتزايد على المشروعات الجديدة في المدن الحديثة والتجمعات السكنية.

ارتفاع أسعار المواد الخام
قال عبد الله سلام، المطور العقاري، إن أحد أهم أسباب ارتفاع أسعار العقارات هو الزيادة الكبيرة في أسعار المواد الخام، مثل الأسمنت والحديد، لافتا إلى أن هذه المواد من العناصر الأساسية في صناعة العقارات، وبالتالي تؤثر أي زيادات في تكلفتها بشكل مباشر على الأسعار النهائية للوحدات.
ارتفاع تكلفة النقل
وأضاف "سلام"، أن تكلفة نقل المواد الخام ارتفعت أيضًا بسبب زيادة أسعار المحروقات، ما أدى إلى زيادة أسعار النقل، مشيرا إلى أن هذه التكلفة الإضافية تنعكس بدورها على أسعار العقارات، ما يضع عبئًا إضافيًا على المطورين والمستهلكين.

العقارات ملاذ آمن للاستثمار
وأوضح أن العقارات أثبتت تفوقها كملاذ آمن مقارنة بغيرها من الاستثمارات مثل الذهب، منوها بأن السوق العقارية تحظى بثقة عالية لدى المستثمرين، نظرًا لاستقرار قيمتها على المدى الطويل، مما يجعلها خيارا مفضلا للحفاظ على المدخرات من التآكل بفعل التضخم.
التحوط من تآكل المدخرات
يرى سلام في هذا الشأن، أن شراء العقارات أصبح وسيلة شائعة للتحوط من المخاطر الاقتصادية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، حيث يفضل المواطنون استثمار أموالهم في أصول ثابتة تحافظ على قيمتها.

زيادة الإقبال على المعروض
وأكد سلام، أن الطلب الكبير على الوحدات العقارية، سواء للسكن أو الاستثمار، أدى إلى ارتفاع الأسعار، خاصة في المشروعات الجديدة التي تتمتع بمزايا تنافسية مثل المواقع المتميزة والخدمات المتكاملة.
تطور السوق العقارية المصرية
أما فيما يتعلق بحركة سوق العقارات المصرية، من جانبه، قال المهندس محمد البستاني، المطور العقاري، إن السوق المصرية شهدت طفرة كبيرة في مستوى الحرفية والتطور خلال السنوات العشر الأخيرة، المدن الجديدة والتجمعات السكنية التي ظهرت مؤخرًا تعتبر دليلاً على هذا النمو بحسب البستاني، حيث تتميز بتصميمات حديثة وبنية تحتية متطورة تلبي احتياجات المواطن المصري.
وأكد “البستاني”، أن الإقبال المتزايد على المشروعات الجديدة، سواء بهدف السكن أو الاستثمار، يعد من أهم العوامل الداعمة لنمو السوق العقارية، موضحا أن هذا الإقبال يعكس ثقة المواطن في العقارات كأداة استثمارية مستقرة، مما يعزز من نمو القطاع بشكل كبير.

مستقبل السوق العقارية
وبشأن مستقبل السوق العقارية، يشير الخبراء إلى أن مستقبل السوق العقارية المصرية يبدو واعدًا، خاصة مع استمرار التوسع في إنشاء المدن الجديدة والمشروعات الضخمة، ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر في توفير حلول مبتكرة لتقليل تكاليف البناء وتخفيف العبء عن المستهلكين.
وبالرغم من ارتفاع الأسعار، يرى المستثمرون في السوق العقارية فرصة ذهبية، خاصة مع التحولات الكبيرة التي تشهدها مصر في البنية التحتية والتنمية العمرانية، ومع استمرار الطلب القوي على الوحدات السكنية، يتوقع أن يظل هذا القطاع أحد أعمدة الاقتصاد المصري في المستقبل القريب.
هذا التوازن بين التحديات والفرص يؤكد أن العقارات ستبقى الخيار الأول للمستثمرين والمواطنين الباحثين عن الأمان والاستقرار في استثماراتهم.
