وسط مؤشرات على انفراجة دبلوماسية مشروطة
أرفع لقاء منذ 2018.. النووي مقابل تخفيف العقوبات في محادثات أمريكا وإيران

بدأت في العاصمة العُمانية مسقط، اليوم، محادثات بين وفدين من الولايات المتحدة وإيران، في أول لقاء على هذا المستوى منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في عام 2018، وسط آمال حذرة بإمكانية التوصل إلى تفاهم أولي يفتح الطريق أمام اتفاق جديد.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عرَقجي، في تصريحات للتلفزيون الإيراني، إن بلاده تسعى إلى "اتفاق عادل وشريف يقوم على الندية"، مؤكداً أن وفده يضم خبراء مخضرمين في الملف النووي.
وأضاف: "إذا جاء الطرف الآخر من نفس المنطلق، فهناك فرصة لفهم مشترك أولي يمهد لمسار تفاوضي".
محادثات غير مباشرة وضغوط متبادلة
ورغم تأكيدات عرَقجي على أن المحادثات ستجري بشكل غير مباشر، شدد المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، رئيس الوفد الأمريكي، على أهمية اللقاءات المباشرة.
ووفقًا لتقرير نشرته «BBC»، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الطرفان سيلتقيان وجهاً لوجه، إلا أن مراقبين يرون في المحادثات خطوة أولى لاختبار فرص التفاهم ووضع إطار تفاوضي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن عن هذه المحادثات خلال استقباله لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، حيث أكدا معاً أن «إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً».

رسائل متبادلة وتحذيرات أمريكية
وكشفت مصادر مطلعة أن ترامب بعث برسالة إلى المرشد الإيراني عبر دولة الإمارات الشهر الماضي، يعرض فيها التوصل إلى اتفاق يمنع طهران من تطوير أسلحة نووية ويجنب المنطقة خطر الضربات العسكرية الأمريكية أو الإسرائيلية.
لكن الرئيس الأمريكي لم يتردد في التهديد، إذ صرح من البيت الأبيض أن فشل محادثات عُمان سيجعل من هذا «يوماً سيئاً جداً لإيران»، مؤكداً أن جميع الخيارات، بما فيها العسكرية، مطروحة.
النووي مقابل تخفيف العقوبات
وتأمل إيران التوصل إلى اتفاق يحد من برنامجها النووي دون تفكيكه، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي أعيد فرضها منذ انسحاب ترامب من الاتفاق السابق عام 2018. وتصر طهران على أن برنامجها النووي سلمي بحت، نافية سعيها لتطوير أسلحة نووية.
في المقابل، تتهم الولايات المتحدة إيران بخرق التزاماتها وزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بشكل يكفي لصنع عدة قنابل نووية، في خرق واضح لبنود اتفاق 2015.

ملفات إقليمية موازية
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر في عُمان أن المباحثات تشمل أيضاً ملفات إقليمية حساسة، منها جهود خفض التصعيد في الشرق الأوسط وتبادل الأسرى بين الطرفين.
تأتي هذه المفاوضات في وقت يشارك فيه المبعوث الأمريكي ويتكوف أيضاً في جهود وساطة لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، بعد لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبورج الأسبوع الماضي، في ما يعكس تعدد ملفات الوساطة التي تضطلع بها الإدارة الأمريكية الجديدة.