رويترز: المحادثات الأمريكية – الإيرانية تبحث خفض التصعيد وصفقة نووية جزئية

في إطار جهود إقليمية ودولية متواصلة للحد من التصعيد في الشرق الأوسط، بدأت سلطنة عُمان اليوم السبت استضافة جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات المتصاعدة، وتثبيت تفاهمات مرحلية تتعلق بالملف النووي الإيراني.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر عماني مطلع أن المحادثات تتركز حول ثلاثة محاور رئيسية، خفض التصعيد في المنطقة، التفاوض على تبادل السجناء، والوصول إلى اتفاقيات محدودة تسمح بتخفيف جزئي للعقوبات مقابل السيطرة على برنامج إيران النووي.
وتأتي هذه التحركات في ظل تعقيد المشهد الإقليمي وتسارع وتيرة البرنامج النووي الإيراني، ما دفع واشنطن إلى تكثيف جهودها الدبلوماسية عبر قناة الوساطة العُمانية.
وقد أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، عبر منصة "إكس"، أن المحادثات بين الجانبين انطلقت بالفعل في العاصمة مسقط.
وأفادت وزارة الخارجية الإيرانية أن المحادثات تُجرى بصيغة غير مباشرة، حيث يتبادل الطرفان المواقف عبر وزير خارجية سلطنة عمان، في غرفتين منفصلتين يترأسهما على التوالي عباس عراقجي عن الجانب الإيراني، وستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط.
ويُشار إلى أن هذه الجولة تمثل أول تحرك دبلوماسي رفيع بين البلدين منذ أشهر من الجمود، وسط تحذيرات من واشنطن بأنها قد تلجأ إلى "خيارات أخرى" بما في ذلك الخيار العسكري في حال استمر التقدم السريع في البرنامج النووي دون رقابة دولية أو إطار تفاوضي واضح.
وتُعرف سلطنة عُمان بدورها التقليدي كوسيط هادئ وموثوق في أزمات المنطقة، وقد سبق أن استضافت محادثات أولية بين طهران وواشنطن أسفرت عن الاتفاق النووي لعام 2015، قبل انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018 في عهد ترامب.
ويأمل المراقبون أن تثمر هذه المحادثات عن تهدئة حقيقية، ولو جزئية، في واحدة من أكثر مناطق العالم توترًا، خصوصًا في ظل التصعيد بين إسرائيل وإيران مؤخرًا، واشتداد الأزمة في غزة، التي تلقي بظلالها على أمن المنطقة بأسرها.