عاجل

قرار إسرائيل بحظر الأونروا.. أزمة إنسانية وسياسية تثير الرأي العام العالمي

الأونروا
الأونروا

مع اقتراب دخوله حيز التنفيذ، يؤدي القرار الإسرائيلي بحظر عمليات الأونروا إلي مفاقمة الأوضاع الإنسانية لآلاف اللاجئين الفلسطينيين المتدهورة أحوالهم بالفعل.

ومن المقرر أن يدخل قرار تل أبيب بحظر عمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس المحتلة حيز التنفيذ غدا الخميس. 

وتهدد هذه الخطوة بقطع الخدمات التعليمية والصحية والبيئية الحيوية لعشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، حيث تخدم الأونروا أكثر من 110 آلاف لاجئ في القدس، بما في ذلك سكان مخيمي شعفاط وقلنديا للاجئين.

 وتدير الوكالة مدارس ومراكز صحية وبرامج إغاثة توفر خدمات أساسية، وخاصة لأولئك الذين يعيشون في ظروف صعبة.

إن حظر الاحتلال الإسرائيلي، الذي جاء بعد التشريع، الذي أقره الكنيست في 28 أكتوبر، لا يقيد أنشطة الوكالة فحسب، بل يجرم أيضًا أي تعامل معها.

التأثير على التعليم والرعاية الصحية

وفقا لتقرير وكالة وفا الفلسطينية للأخبار،فإن نن بين المتضررين 1800 طالب يدرسون في ست مدارس تابعة للأونروا في القدس. بالإضافة إلى ذلك، يتلقى آلاف اللاجئين المسجلين خدمات طبية مجانية في عيادة الزاوية في البلدة القديمة.

من جانبه، حذر الدكتور حمزة جبريني، مدير العيادة، من أن المركز -الذي يعمل منذ عام 1949- سيضطر إلى الإغلاق ما لم تشير توجيهات إدارة الأونروا إلى خلاف ذلك.

قال جبريني لوكالة وفا: "إن حالة عدم اليقين المحيطة بهذا القرار خلقت ضغوطًا وقلقًا هائلين. نحن نحاول مواصلة عملنا، لكننا نتوقع أن توقفنا قوات الاحتلال في أي لحظة". 

وتقدم عيادة الزاوية الرعاية الصحية الأولية والتطعيمات ودعم الصحة العقلية وعلاج الأمراض المزمنة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وقد يؤدي الحظر إلى ترك 30 ألف لاجئ مسجل بدون الوصول إلى هذه الخدمات الحيوية.

اللاجئون يخشون أزمة إنسانية

في مخيم شعفاط، أعرب السكان عن مخاوفهم من التأثير المدمر لفقدان خدمات الأونروا. وأكد اللاجئ خضر الدبس أن الوكالة أنشئت لتقديم الإغاثة حتى عودة الفلسطينيين إلى ديارهم، كما نص القانون الدولي. ودان قرار إسرائيل، قائلاً: "هذه محاولة لمحو دور الأونروا، التي وثقت تاريخياً جرائم الاحتلال ضد شعبنا".

وشددت وكالة وفا أن  القرار لن يؤثر على خدمات الرعاية الصحية فحسب، بل سيؤثر أيضاً على مبادرات الصحة البيئية مثل جمع النفايات. ويشعر السكان بقلق خاص بشأن ما سيحدث لأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة ويعتمدون على العيادات التي تديرها الأونروا للحصول على الدواء والعلاج.

الأونروا تواجه مستقبلاً ضبابيا

رداً على الحظر، بدأت الأونروا بالفعل في إخلاء مقرها الرئيسي في الضفة الغربية في حي الشيخ جراح بالقدس. وأكدت المتحدثة باسم الوكالة للإعلام العربي، إيناس حمدان، التزام الوكالة بمواصلة العمليات على الرغم من العقبات المتزايدة. 

وقالت: "لا نعرف ما يخبئه المستقبل للقدس، لكننا سنبقى ونقدم الخدمات حتى يصبح ذلك مستحيلاً".

يعتمد حوالي 70 ألف شخص على الخدمات الصحية التي تقدمها الأونروا في القدس، بينما يذهب أكثر من 1000 طالب إلى مدارسها. وتوظف الوكالة 700 عامل صحي وتقدم الرعاية الحرجة من خلال 43 عيادة ومستشفى في جميع أنحاء الضفة الغربية، وتتعامل مع أكثر من 776 ألف استشارة صحية سنويًا. وفي حال فرض الحظر، فإن العواقب ستكون كارثية.

زعماء دوليون وفلسطينيون يدينون الحظر

نددت وزارة الخارجية الفلسطينية بخطوة إسرائيل، مؤكدة أنه بموجب القانون الدولي، لا يمكن حل أو حظر الأونروا من قبل قوة احتلال. 

وذكرت الوزارة أن "إسرائيل ليس لها سيادة قانونية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا القرار انتهاك مباشر للاتفاقيات الدولية". وحثت المجتمع الدولي على رفض تصرفات إسرائيل ودعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين.

كما أدان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة القرار، ووصفه بأنه "خطوة تصعيدية" تتحدى قرارات الأمم المتحدة. وحذر من أن "تصرفات إسرائيل تهدد بزيادة التوترات في جميع أنحاء المنطقة من خلال تجريد ستة ملايين لاجئ فلسطيني من الخدمات الأساسية". 

وحث أبو ردينة الأمم المتحدة على التدخل وضمان استمرار الأونروا في مهمتها حتى يتم التوصل إلى حل سياسي دائم.

الأمم المتحدة تحث إسرائيل على التراجع 

طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش رسميًا من الحكومة الإسرائيلية التراجع عن قرارها الأخير بوقف عمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس. 

جاء الطلب، خلال رسالة رسمية أرسلت إلى الممثل الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة، السفير داني دانون، في أعقاب توجيه إسرائيل بإخلاء منشآت الأونروا بحلول يوم الخميس. 

وأعرب جوتيريش عن قلق الأمم المتحدة بشأن القرار، وحث إسرائيل على إعادة النظر، مستشهدًا بالأطر القانونية والالتزامات الإنسانية المرتبطة بولاية الأونروا.

وفي رسالته، أكد جوتيريش أن أي منظمة أخرى لا يمكن أن تحل محل الأونروا في قدرتها على تقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين، وهي النقطة التي أكدتها الأمم المتحدة باستمرار في اتصالات سابقة.

وأوضح جوتيريش أن الأمم المتحدة تواصل دعم تنفيذ وقف إطلاق النار وزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، والتي وصفها بأنها ضرورية بشكل عاجل. 

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن المزيد من التعطيل لعمليات الأونروا من شأنه أن يعيق جهود المساعدات الإنسانية ويؤخر إعادة الإعمار الضرورية في غزة، حيث لا يزال الدمار عميقا.

خطة أوسع نطاقاً لمحو قضية اللاجئين؟

يعد قرار إسرائيل باستهداف الأونروا هو جزء من استراتيجية أوسع نطاقاً لمحو قضية اللاجئين الفلسطينيين وتفكيك حقهم في العودة. 

ومن خلال إجبار الفلسطينيين على الاعتماد على المؤسسات الإسرائيلية، يسعى الحظر إلى إعادة تشكيل الرواية المحيطة بأزمة اللاجئين وتقويض الدعم الدولي لقضيتهم.

تم نسخ الرابط