عيد الفصح اليهودي واقتحامات الأقصى
«اتحاد منظمات الهيكل» العبري يحرض على ذبح قرابين عيد الفصح بالمسجد الأقصى

في تحريض واضح لاقتحام المسجد الأقصى، نشر «اتحاد منظمات الهيكل» العبري منشور على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، تحت شعار "في عيد الفصح نذهب إلى جبل الهيكل".
ويشمل اقتحام المسجد الأقصى في عيد الفصح الذي بدأ اليوم السبت الموافق 12 من أبريل الجاري، ما يُعرف بعمليات "ذبح القربان" في ساحات المسجد، وهو طقس يهودي مُحرم حتى من قبل السلطات الإسرائيلية حتى الآن، كما أن الحاخامية الكبرى في إسرائيل لا توافق عليه، أو على دخول اليهود لباحات المسجد.

حماس ترد على دعوات «اتحاد منظمات الهيكل»
ردًا على دعوة اتحاد منظمات الهيكل والدعوات التي يقودها المتطرفون من اليهود وعلى رأسهم إيتمار بن غفير، وزير الأمن المتطرف، حذرت حركة المقاومة (حماس) من أن إطلاق "جماعات الهيكل" دعوات تحريضية لذبح القرابين داخل المسجد الأقصى أثناء عيد الفصح اليهودي إشعال للحرب الدينية على المقدسات الإسلامية وإمعان في سياسة الاستهداف الممنهج للأقصى.
وصرح هارون ناصر الدين، عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب شؤون القدس بحركة حماس في بيان إن الشعب الفلسطيني لن يسمح بالاستفراد بالأقصى مهما كلف ذلك من ثمنٍ، مضيفًا أن المقاومة بكل أشكالها ستبقى درعا وسدًا منيعا في وجه الاحتلال ومخططاته.

ما هو عيد الفصح اليهودي؟
عيد الفصح اليهودي،هو أحد الأعياد الرئيسية عند اليهود، يحتفلون فيه بذكرى خروج " بني إسرائيل" من مصر مع النبي موسى ويذبحون قرابين حيوانية فرحًا بنجاتهم.
يبدأ عيد الفصح 2025، اليوم السبت الموافق 12 أبريل، ويستمر طوال الأسبوع. ومنذ أيام، تحشد جماعات الهيكل أتباعها لاقتحام الأقصى وذبح قرابين عيد الفصح فيه، ونشرت إعلانات عن توفير المواصلات مجانا للمشاركين في الاقتحام.
وتحاول جماعات الهيكل ذبح قربان حيواني ونثر دمه عند قبة السلسلة في صحن مصلى قبة الصخرة المشرفة باعتباره أهم طقس يهودي مندثر، فإعادته تمثل بالنسبة إليهم عملية إحياء معنوي لهيكلهم المزعوم.
في عام 2024، رصدت مكافأة تجاوزت قيمتها 13 ألف دولار أمريكي لمن ينجح في تهريب وذبح قرابين الفصح داخل الأقصى. وفي 2023، ذبحت جماعات الهيكل المتطرفة القربان على السور الجنوبي للأقصى، وحرضت أتباعها قائلة: "دمه هو رابطة عهدنا مع الرب، وإذا أتيتم بالآلاف إلى أبواب الأقصى ستمكننا الحكومة من فرض القربان".
ومن جهتها، قالت شرطة الاحتلال إن الآلاف من عناصرها سينتشرون في القدس لتأمين مئات الآلاف من الزوار خلال العيد.

لماذا يرغب اليهود في ذبح القرابين بالمسجد الأقصى؟
رغبة بعض اليهود في ذبح القرابين داخل المسجد الأقصى أو ما يطلقون عليه "جبل الهيكل" ترتبط بمعتقدات دينية وتاريخية لدى بعض التيارات اليهودية، خاصة التيارات الدينية المتشددة والصهيونية الدينية.
يعتقد اليهود المتطرفون أن المسجد الأقصى يقع على موقع "جبل الهيكل"، حيث كان يقوم الهيكلان الأول والثاني، وأن هذا هو أقدس موقع في اليهودية. ووفقاً للمعتقدات التوراتية، فإن تقديم القرابين الحيوانية كان يتم في الهيكل كجزء من العبادة.
ففي عيد الفصح، كان اليهود قديمًا يذبحون "خروف الفصح" في الهيكل. وبعض الجماعات اليهودية المتطرفة تحاول إحياء هذه الشعيرة من خلال محاولات لذبح القرابين قرب المسجد الأقصى أو داخله، كجزء من إحياء الطقوس الدينية القديمة.
هناك فئة من اليهود ترى أن السيطرة على "جبل الهيكل" هي مسألة سيادية ودينية في آن واحد، وتربط بين إقامة الشعائر فيه وبين تحقيق النبوءات التوراتية والانتصارات السياسية. لذلك، فإن محاولات ذبح القرابين هي أحياناً ذات طابع سياسي لا ديني فقط.
الحاخامية الكبرى في إسرائيل لا توافق على دخول اليهود إلى باحات المسجد الأقصى، وترى أن ذلك محظور دينياً. لكن الجماعات المتطرفة تتجاهل هذه الفتاوى، وتسعى لفرض وقائع جديدة على الأرض.