عاجل

لماذا تتصدر كابلات بحر البلطيق عناوين الأخبار؟.. جهود الناتو لحمايتها

سفينة A803 تابعة
سفينة A803 تابعة للبحرية الملكية الهولندية

أصبح بحر البلطيق، مؤخراً، نقطة ساخنة للمراقبة والتدقيق الدولي، نظرا لكونه مركزا للبنية الأساسية الحيوية تحت الماء. 

وتعكس جهود المراقبة والدوريات المكثفة التي يبذلها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتي تتجسد في مهمة "حارس البلطيق" التي أطلقها مؤخراً، المخاوف المتزايدة بشأن سلامة الكابلات وخطوط الأنابيب تحت البحر. 

فبحسب تقرير مجلة التايم الأمريكية، أصبحت هذه البنية الأساسية، التي تشكل أهمية بالغة للاقتصادات الإقليمية والاتصالات العالمية، هدفاً متزايداً لمحاولات التخريب المشتبه بها.

استجابة الناتو للتهديدات

تجمع مبادرة "حارس البلطيق"، التي ينفذها حلف شمال الأطلسي بين الدوريات البحرية المتقدمة وتقنيات المراقبة المتطورة. على سبيل المثال، تم نشر طائرة "أتلانتيك 2" التابعة للبحرية الفرنسية، والمسلحة بأجهزة استشعار بعيدة المدى، لمراقبة الأنشطة المشبوهة عبر بحر البلطيق. 

وبينما تجوب الطائرة المياه من ألمانيا إلى إستونيا، ترسل الطائرة رسالة واضحة إلى المخربين المحتملين: مفادها أن "حلف شمال الأطلسي في حالة تأهب قصوى".

من جانبه، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، على أهمية حماية البنية التحتية تحت الماء، قائلاً: "سنبذل قصارى جهدنا لضمان ردنا"، ومؤكداً أن الخصوم يجب أن يكونوا على دراية باستعداد الناتو للرد على أي تهديدات.

الأهمية الاستراتيجية للكابلات البحرية

يشكل بحر البلطيق شبكة من خطوط الأنابيب الحيوية للطاقة والاتصالات والغاز، ومن بينها خط أنابيب Balticconnector الذي يربط فنلندا وإستونيا، وكابل البلطيق الذي يربط السويد وألمانيا، وكابل الاتصالات C-Lion1 الذي يمتد من فنلندا إلى ألمانيا.

تلعب هذه الكابلات، التي لا يزيد عرضها غالبًا عن خرطوم الحديقة، دورًا كبيرًا في الاتصال العالمي - حيث تتعامل مع 97٪ من اتصالات العالم، وتمكن من إجراء تريليونات الدولارات في المعاملات المالية يوميًا.

أثار الضرر الأخير الذي لحق بالكابلات التي تربط ليتوانيا والسويد وألمانيا وفنلندا ناقوس الخطر. ووصف روته هذه الحوادث بأنها جزء من "حرب هجينة"، والتي تشمل التخريب والهجمات الإلكترونية التي تهدف إلى زعزعة استقرار الدول.

تصاعد المخاوف

منذ أواخر عام 2023، تعرض ما لا يقل عن 11 كابلًا في منطقة البلطيق للأضرار. وكان الحادث الأخير يتعلق بكابل ألياف ضوئية يربط بين لاتفيا والسويد.

 وعلى الرغم من أن الحوادث، مثل سحب المرساة، هي أسباب شائعة لتلف الكابلات البحرية، فإن تركيز الحوادث في بحر البلطيق يثير الشكوك حول التدخل المتعمد.

تشتبه السلطات الفنلندية في تورط موسكو في حادثة 25 ديسمبر، حيث تم قطع كابل الطاقة Estlink 2 وكابلين للاتصالات. وقد تبين أن ناقلة النفط Eagle S، التي يُزعم أنها جزء من "أسطول الظل" الروسي، قد سحبت مرساها على طول قاع البحر، مما تسبب في أضرار جسيمة.

رؤى الاستخبارات والتشكك

على الرغم من التكهنات، يزعم بعض مسؤولي الاستخبارات الغربيين أن الحوادث الأخيرة قد تكون عرضية وليست تخريبًا متعمدًا. ويُستشهد بالسفن التي لا يتم صيانتها بشكل جيد مع المراسي المعطلة كمذنبين محتملين. 

على سبيل المثال، تعرضت كابلات روسيا نفسها للتلف أيضًا، مما دفع الخبراء إلى التساؤل عما إذا كان من الممكن أن تُعزى جميع الحوادث إلى أفعال متعمدة.

وعلاوة على ذلك، تدعم الحوادث البحرية، مثل إتلاف سفينة تحمل العلم المالطي لكابل أثناء سوء الأحوال الجوية، الحجة القائلة بأن الأسباب غير متعمدة. ومع ذلك، فإن تواتر هذه الأحداث وحساسيتها الجيوسياسية تجعلها نقطة محورية في أجندة الأمن لحلف شمال الأطلسي.

كجزء من نظام مراقبة البلطيق، نشر حلف شمال الأطلسي سفنًا حربية وطائرات بدون طيار وطائرات دورية بحرية لتعزيز الردع.

كما تراقب أطقم المراقبة، مثل تلك الموجودة على متن طائرات البحرية الفرنسية، السفن عن كثب بحثًا عن أنشطة مشبوهة، مثل الرسو في مواقع غير عادية أو التحرك بسرعات منخفضة بشكل غير طبيعي.

تم نسخ الرابط