إعادة إحياء ذئاب منقرضة تعود للعصر الجليدي للمرة الأولى عبر تقنيات متطورة
أثارت شركة كولوسال بيوساينسز، التي تتخذ من دالاس مقرًا لها، ضجة كبيرة على الإنترنت بعد إعلانها عن نجاحها في إعادة إحياء نوع من ذئاب منقرضة التي كانت تجوب أمريكا الشمالية في العصر الجليدي، والمعروفة بالذئاب الرهيبة، وهو نوع كان قد انقرض منذ آلاف السنين.
إعادة إحياء ذئاب منقرضة للمرة الأولى
في بيان رسمي، أكدت الشركة أنها تمكنت من استنساخ الجراء الرمادية المعدلة وراثيًا باستخدام تقنيات متطورة في مجال إعادة الانقراض.
وأوضحت أن العلماء قد استخدموا تسلسلًا وراثيًا دقيقًا لإجراء 20 تعديلًا جينيًا على خلايا الذئب الرمادي، وهو ما سمح بإنشاء جراء تشبه إلى حد بعيد الذئاب الرهيبة التي كانت تعيش في العصور القديمة.
إنجاز علمي غير مسبوق
يعتبر هذا الإنجاز خطوة كبيرة في مجال العلوم البيئية والتكنولوجيا الحيوية، حيث تمكنت الشركة من إعادة الحياة لهذا النوع المنقرض باستخدام تقنيات متطورة، معتمدين على دراسات سابقة في تسلسل الحمض النووي.
وأشار المتحدث باسم الشركة إلى أن هذه التجربة تعد الأولى من نوعها في مجال إعادة الحياة لأنواع منقرضة.
وعلى الرغم من النجاح في استنساخ الجراء، فإن الشركة لم تكشف بعد عن خططها لإنتاج ذئاب رهيبة دقيقة وراثيًا. ويعتقد الخبراء أن هذه العملية تتطلب العديد من التعديلات الجينية المعقدة التي قد تستغرق عقودًا لتحقيقها.
شكوك حول النجاح الكامل للمشروع
من جهة أخرى، عبر بعض الخبراء عن شكوكهم حول إمكانية إعادة إحياء الذئب الرهيب بشكل كامل. فقد أشار جيريمي أوستن، مدير المركز الأسترالي للحمض النووي القديم، إلى أن الجراء المنتجة ما هي إلا ذئاب رمادية معدلة وراثيًا، وليست نسخة دقيقة من الذئب الرهيب.
وأضاف أن صعوبة تحديد الشكل الدقيق لهذا النوع المنقرض تجعل عملية التحقق من نجاح المشروع أمرًا صعبًا.
تأثير إعادة إحياء الأنواع المنقرضة على الحيوانات الأخرى
كما طرح أوستن تساؤلات حول تأثير هذه الحيوانات المعدلة وراثيًا على البيئة الحالية، فبينما تدعي الشركة أنها أعادت الذئاب الرهيبة إلى "مكانها الصحيح في النظام البيئي"، يبقى السؤال ما إذا كان النظام البيئي الذي كان يعيش فيه هذا النوع قد تغير أو أصبح غير ملائم لوجوده.
في الوقت ذاته، أعرب بعض النقاد عن مخاوفهم بشأن تأثير إعادة إحياء الأنواع المنقرضة على الحيوانات الأخرى في النظام البيئي، خصوصًا إذا كان التوازن البيئي قد تغير بشكل كبير منذ عصر الذئاب الرهيبة.
إعادة التوازن البيئي
إعادة إحياء الحيوانات المنقرضة لا تقتصر على كونها مشروعًا علميًا بحتًا، بل تثير أيضًا العديد من الأسئلة البيئية والأخلاقية، يبقى ما إذا كانت هذه التجارب العلمية ستحقق النتائج المرجوة وتساعد في استعادة التوازن البيئي أم لا، أمرًا محل جدل بين العلماء والمختصين.
