الرئيس الصيني: بكين لن ترضخ لأي "قمع غير مبرر" وتواصل التركيز على التنمية

في موقف واضح ضد السياسات الحمائية والتصعيدات الاقتصادية، شدد الرئيس الصيني شي جين بينج، خلال لقائه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في العاصمة بكين، على أن "لا رابح في حرب التعريفات الجمركية"، مؤكداً أن العزلة الاقتصادية لا تؤدي إلا إلى تهميش الذات لا الهيمنة على الآخرين.
وبحسب وكالة "شينخوا" الصينية، فقد جاء حديث شي وسط سياقات عالمية مشحونة بالتوترات التجارية، حيث تعكف عدد من القوى الكبرى على استخدام الرسوم الجمركية كأداة ضغط في النزاعات الاقتصادية والسياسية.
قمع غير مبرر
لكن الرئيس الصيني وجه رسالة حازمة مفادها أن بكين لن ترضخ لأي "قمع غير مبرر"، وأنها بنت نهضتها الحديثة بجهود ذاتية وكفاح طويل، دون أن تتكل على "إحسان أحد".
وأشار شي إلى أن بلاده ستواصل التركيز على تنميتها الداخلية، وإدارة شؤونها بثقة واستقرار، رغم أي اضطرابات أو تغيّرات في البيئة الدولية.
وفي الجانب الاقتصادي الأوسع، أكد الرئيس الصيني أهمية الشراكة بين الصين والاتحاد الأوروبي، واصفاً إياها بأنها ركيزة أساسية في النظام الاقتصادي العالمي، حيث يتجاوز الناتج الاقتصادي المشترك للطرفين ثلث الناتج الإجمالي العالمي.

التنمر الاقتصادي
وحثّ شي كلًّا من الصين والاتحاد الأوروبي على التعاون لحماية النظام التجاري العالمي من التهديدات أحادية الجانب، والتصدي لما وصفه بـ"التنمر الاقتصادي"، وذلك عبر الدفاع عن العولمة الاقتصادية، والتجارة الحرة، والنظام الدولي القائم على القواعد.
من جانبه، شدد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على أن الصين شريك استراتيجي مهم للاتحاد الأوروبي، وأن مدريد تساند بقوة تطوير علاقات مستقرة وبنّاءة بين الجانبين.
وأكد سانشيز أن الاتحاد الأوروبي ما زال متمسكاً بالتعددية والتجارة الحرة، ويرفض السياسات الحمائية وزيادة التعريفات من جانب واحد.
وأضاف سانشيز أن الاتحاد الأوروبي، في ظل التحديات العالمية المعقدة، حريص على تعزيز التنسيق مع الصين في مواجهة قضايا دولية حيوية، من أبرزها تغير المناخ، ومكافحة الفقر، والحفاظ على النظام التجاري متعدد الأطراف.
رسائل سياسية واقتصادية مزدوجة
لقاء بكين بين شي وسانشيز لم يكن مجرد مناسبة دبلوماسية عادية، بل حمل رسائل مزدوجة إلى العالم، منها دفاع عن الشراكات الدولية في مواجهة النزعات الانعزالية، وتمسك بالنظام القائم على التعاون بدلاً من الصراع، خاصة في ظل تزايد الأحاديث عن تحولات في موازين القوة الاقتصادية العالمية.