اللواء سمير فرج: لا توجد حرب بين مصر وإسرائيل.. وهذه أبعاد زيارة ماكرون | حوار

قال اللواء الدكتور سمير فرج إن زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى مصر تعد أهم زيارة لرئيس دولة أوربية في عهد الرئيس السيسي، مؤكدا أننا حصلنا على العديد من المكاسب خلال هذه الزيارة أهمها رفض تهجير أهالى غزة إلى سيناء، فضلًا عن نية ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين في يونيو القادم، كما أكد أن الرئيس الأمريكي ترامب سيسعى لحل أزمة غزة خلال زيارته القادمة للشرق الأوسط، مستبعدا نشوب حرب بين مصر وإسرائيل سياسيا.
وأوضح فرج في حوار خاص لـ "نيوز رووم" أن مصر استعادت سيناء بعد حرب أكتوبر 1973 بالعمل والتنمية وليس بالشعارات أو الأغاني، على عكس الجولان والضفة الغربية الواقعين تحت سيطرة الاحتلال الاسرائيلي حتى الآن، وشدد على أن سيناء مطمع للإرهابيين وفشلوا في تكوين إمارة إسلامية بها وأعرب عن أمله في ألا تقسم سوريا وتضيع للأبد.
وإلى نص الحوار:
كيف ترى زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى مصر؟
إن زيارة "الرئيس الفرنسي ماكرون"، هي أفضل زيارة حدثت في آخر 10 سنوات في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه مقاليد حكم البلاد، حيث يعتبر الرئيس ماكرون هو أهم رئيس دولة في الاتحاد الأوروبي فضلًا عن كونه أحد أبرز الرؤساء المؤثرين في الاتحاد الأوربي.
فهذه الزيارة تم التخطيط لها بعناية شديدة، والرئيس السيسي هو من خطط لها، موضحًا أن كل بقعة في الزيارة لها هدف حققته، فسياسيا تم التأكيد من خلال المؤتمر الصحفي بين الرئيس السيسي وماكرون على رفض التهجير و أنه لن يحدث تهجير من غزة إلى سيناء، كما تم التأكيد على سرعة إدخال المساعدات، ووقف إطلاق النار، ثم حل القضية الفلسطينية في إطار الدولتين.
فضلإ عن التأكيد على هذه الأهداف من أكبر رئيس دولة في أوروبا هو أمر هام وله مغزى سياسي كبير في الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن أكبر مكسب من هذه الزيارة هو تصريحات ماكرون بعد عودته لفرنسا أنه من الممكن الاعتراف بالدولة الفلسطينية في يونيو القادم.

ماذا عن عقد القمة الثلاثية بين مصر والأردن وفرنسا على هامش زيارة ماكرون؟
إن نجاح هذه الزيارة أيضا تم تكليله بعقد قمة ثلاثية بين مصر وفرنسا والأردن تم التأكيد فيها على رفض تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن.
ما هي دلالات زيارة ماكرون للمتحف المصري وخان الخليلي؟
زيارة ماكرون للمتحف المصري لها دلالات نظرَا لأن فرنسا اكبر اهتمام لها هي الآثار المصرية ، فأكبر بعثة أثرية فرنسية لمصر في معبد الكرنك، مشيرًا لأهم نقطة خلال الزيارة وهي زيارته لخان الخليلي، قائلا: "اتحدى أن يسير أي رئيس في العالم بهذه الثقة مثلما فعل ًالرئيس السيسي"، متابعًا أنه كان نوع من الذكاء أن يختار الرئيس زيارة هذا المكان، فهو يريد إيصال رسالة" هؤلاء الناس تربيت معهم وانا منهم فأنا ابن طبقات هذا الشعب البسيط" ، وقيام المواطنين بالتقاط الصور سيلفي مع الرئيس والهتاف "بنحبك يا ريس" رسالة للعالم على الأمن والأمان في مصر، وأكبر دعاية سياحية لمصر تمت في خان الخليلي.
وزيارته للعريش كانت رسالة للعالم بمدى وجود الأمن في العريش، فمطار العريش من خمس سنوات كان يقذف بصواريخ "الكورنيت "، وكانوا سيقصفون طيارة وزير الدفاع المصري ، لكن في زيارة ماكرون الأخيرة نزل في العريش وزار مستشفى العريش وزار المنطقة اللوجيستية، مؤكدا أن هذه الزيارة من أهم وأفضل الزيارات التي تم تأمينها من قبل الشعب قبل الجهات الأمنية، لو تم وضع آلاف الجنود لم نكن لنأمنها بذلك الشكل دون مساعدة الشعب المصري، وأبارك لمصر وشعب مصر نجاح تأمين زيارة الرئيس ماكرون.
ما تعليقك على تصريحات ترامب الأخيرة بتأكيده على السيطرة على قطاع غزة؟
تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب بشأن رغبته في السيطرة على قطاع غزة مجرد استفزاز، فترامب يعتبر تاجر ويتبع سياسة "حافة الهاوية"، فهو يصعد في تصريحاته لأقصى درجة ثم في اللحظة الأخيرة سيتراجع عنها حينما يرى استحالة تحقيقها، مثلما الذي يصعد للهاوية وحين يرى الهاوية لا يقفذ.
هناك 106 مليون مصري والشعب الأردني قالوا لا للتهجير، فضلًا عن رفض رؤساء مصر والأردن وفرنسا لهذا المبدأ فلن يستطيع تحقيقه.
ما تحليلك لإلغاء المؤتمر الصحفي بين ترامب ونيتنياهو وهل يمكن لأمريكا ضرب إيران؟
إن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان لديه بعض الأهداف من هذه الزيارة، منها: رغبته في ضرب المفاعلات في إيران، والحديث عن خفض الضرائب التي فرضها ترامب على إسرائيل بنسبة 10%، وغزة.
وأؤكد أنه لن يتم ضرب إيران، وذلك لأنه سيتم عقد مؤتمر يوم السبت القادم بين أمريكا وإيران لأول مرة سيعقد في سلطنة عمان لحل الأزمة سياسًيا بين البلدين، أما فيما يتعلق بموضوع خفض الضرائب فأجل ترامب الحديث عنه مع نيتنياهو، مع إعطاء الموافقة بالاستمرار في ضرب غزة.

هل يمكن أن نرى حل قريب للأوضاع في غزة؟
إن الحل الذي سيتم بشأن غزة سيكون في زيارة ترامب للمملكة العربية السعودية خلال زيارته للشرق الأوسط، فهو يريد أن يظهر بمظهر البطل ويجمع الأطراف، ويصل قرار نهائي بوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن ، وانسحاب إسرائيل من غزة كل ذلك سيتم خلال زيارته للشرق الأوسط، مشيرًا أن الرئيس الأمريكي ترامب يسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام هذا العام، لذلك فهو سيسعى لتحقيق السلام خلال هذه الزيارة.
ماذا عن احتمالية دخول مصر في حرب مع إسرائيل؟
سياسيًا لن يكون هناك حرب بين مصر وإسرائيل، لكن عسكريًا جاهزين خلال ساعة نحارب، فلدينا جيش على أعلى مستوى ومدرب جيدًا ولدينا تنويع مصادر للأسلحة بفضل الرئيس السيسي، موضحًا أن مصر ليست الهدف الأول الآن لإسرائيل فإيران هي الهدف الأول لتل أبيب ومصر الهدف الثاني.
هل أحيت حماس القضية الفلسطينية في 7 أكتوبر أم كانت سببًا في ما وصل إليه قطاع غزة؟
حينما قلت حماس كنت أقصد المقاومة الفلسطينية بس في المقاومة الفلسطينية أمامنا حماس، الناس زعلانة إن حماس كانت لمدة 6 سنوات ضدنا، هو مين كان بيدعم الارهاب" حماس" ، ولم يكن رأيي بمفردي لكن أيضا الدكتور عمرو موسى كان له نفس موقفي بأن من حرك القضية الفلسطينية يوم 7 أكتوبر هي المقاومة الفلسطينية، وإلا كانت انتهت القضية فترامب ضد حل الدولتين وكان نفذ ذلك وانتهت القصة ، لكن الآن القضية مشتعلة ويجب الحل.
غزة خسرت 50 ألف شهيد، ولكن أمامنا الجزائر خلال مقاومتها للاحتلال خسرت مليون شهيد، لكن البطن الفلسطينية قادرة على إنجاب 100 ألف فلسطيني، والمنازل التي تم هدمها مصر ستعيد بناؤها وإعمارها خلال 5 سنوات، لكن الوطن لو ضاع لن يعود مرة أخرى.
و التدخل عسكرياً بالصواريخ والطائرات لا يحقق نصر، تحقيق النصر إنك تستولي على المنطقة، إسرائيل على مدى 17 شهر تقوم بضرب غزة بالصواريخ والطائرات ولم تستطع الافراج عن كافة الرهائن بالقوة، دمرت حماس وأنهت قوتها العسكرية ولكن لم تنهيها، ولم تستولي على غزة ، لذلك عمر الطيران والصواريخ ما يحقق النصر، هي مجرد عوامل مساعدة.
مع استمرار هجمات الحوثيين على السفن الإسرائيلية هل يمكن لإسرائيل ضرب اليمن؟
استبعد فكرة أن تدخل إسرائيل حربًا مع اليمن، نظرًا لصعوبة الطبيعة الجغرافية لليمن من جبال وكهوف، لأن النصر العسكري لا يتحقق فقط بصواريخ وطائرات فلابد من السيطرة بالمشاة على أرض الواقع، وإسرائيل وأمريكا لن تدخل بقوات مشاه على أرض اليمن.
وحول مواجهات إسرائيل لأذرع إيران العسكرية في الشرق الأوسط، طهران أعلنت مؤخرًا وقف دعمها للحوثيين لأنها لا تريد خوض حربًا لا مع أمريكا ولا إسرائيل، وحزب الله وحماس تم تدميرهم عسكريًا، أصبح فقط المواجهة نوعًا ما مع قوات الحشد الشعبي بالعراق.
كيف تؤثر الحروب العالمية كالحرب الروسية الأوكرانية على مصر؟
الحروب العالمية الجديدة لا تؤثر فقط على الدولة المصرية، إنما على العالم كله، فبالرغم من بعد روسيا وأوكرانيا عن مصر إلى أننا تأثرنا بهذه الحرب، فنحن أكبر دولة تستورد القمح من روسيا حوالي 10 مليون طن سنويًا ، وبعد زيادة الأسعار في روسيا وأكرانيا تأثرت بها في مصر.
وأتوقع بإنهاء الرئيس الأمريكي ترامب لهذه الحرب، فضلًا عن رغبة روسيا بإنهاء الحرب لأنها أنهكت وأوكرانيا تدمرت، وهناك مؤشرات تقول أن أوكرانيا ستعترف بالأربع مقاطعات التي ضمتها روسيا بالإضافة لموافقتها على ضم شبه جزيرة القرم.
وفي مقابل ذلك أوكرانيا لن تدخل حلف الناتو ولن يكون لديها سلاح نووي ، مع تعهد روسيا بعدم مهاجمة أوكرانيا والمساهمة في إعادة إعمارها، وبناء على رغبة ترامب في الحصول على نوبل للسلام فسيعمل جاهدًا على تحقيق السلام بين الدولتين.
مع اقتراب ذكرى تحرير سيناء حدثنا عن ذكرياتك خلال استعادة كامل الأراضي المصري؟
أشعر بسعادة بالغة بحلول الذكرى الـ 43 لعيد تحرير سيناء، واؤكد أننا استعدنا كامل الأراضي المصرية عقب حرب 1973 ليس بسماع أغاني شادية "مصر رجعت كاملة لينا ومصر اليوم في عيد" إنما بالعمل والتنمية.
في حرب 1967 تم هزيمة مصر وسوريا والأردن، لكن مصر الوحيدة التي استطاعت استعادة كامل أراضيها على عكس الضفة الغربية والجولان مازالوا تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.
سيناء دائما مطمع للإرهابيين حاولوا في السنوات السابقة تكوين إمارة إسلامية وفشلوا ،والرئيس الأمريكي ترامب يريد تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، ولذلك أكد الرئيس السيسي على تنمية سيناء للحفاظ عليها من مطامع الآخرين بعدة خطوات، فأنشأ الأنفاق التي تسهل السفر لسيناء، ورجعت سيناء للوطن الأم ، إنشاء مصانع الأسمنت اهم مشروع في سيناء ، إنشاء ميناء العريش سيكون أكبر ميناء حاويات في شرق المتوسط ، وإنشاء طرق سكك حديدية، ومصنع تصنيع رخام جفجافة، كل هذه إنجازات أعادت سيناء لنا بالفعل وليس القول.
أخيرًا مع استمرار التوغل العسكري على الأراضي السورية ما رؤيتك لمستقبل سوريا بعد سقوط نظام الأسد؟
سوريا بتتقطع للأسف إسرائيل سيطرت على جزء، والأكراد جزء، وتركيا حلت محل إيران في سوريا، والدروز ذهبوا للاحتماء بإسرائيل، والعلويين على الساحل ومازالت روسيا لها قاعدتين هناك ولا نعلم مصيرها ونتمنى ألا تقسم وتضيع للأبد.