مجزرة جديدة فى غزة.. 14 شهيدًا بينهم أطفال في قصف ليلي إسرائيلي

ليلة دامية أخرى عاشها سكان قطاع غزة، بعد أن استهدفت غارات جوية إسرائيلية مناطق سكنية في خان يونس، أسفرت عن مقتل 14 شخصاً، من بينهم عشرة من عائلة واحدة، بينهم سبعة أطفال، في مشهد يعكس استمرار المأساة الإنسانية التي يعيشها القطاع منذ شهور.
وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني صباح اليوم السبت، أن الغارة التي وقعت نحو الساعة الثالثة والنصف فجراً، دمرت منزل عائلة "الفرا" بالكامل، ودفنت أفرادها تحت الأنقاض، في واقعة هزت مشاعر الفلسطينيين وزادت من صدمة المجتمع الدولي.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن أعمار الضحايا تتراوح بين ثلاث سنوات و58 عاماً، في حين لم يصدر بعد رد رسمي حاسم من جيش الاحتلال الإسرائيلي سوى أنه "يحقق في الواقعة" وفق بيانه.
وعلى الأرض، وثقت عدسات المصورين مشاهد مروعة من أمام مستشفى ناصر بخان يونس، حيث أُحضرت جثامين الشهداء مكفنة ومصفوفة، فيما خيّم الحزن على وجوه ذويهم الذين لم يتمالكوا دموعهم.
لحظات وداع قاسية
في إحدى الصور المؤثرة، بدت امرأة تودع رجلاً من أقاربها بلمسة على وجهه، وسط ركام منزلهما الذي تحول إلى كومة من الركام المتناثر، يضم بين أنقاضه كرة قدم صغيرة وحذاء رياضي.
وبينما لا تزال أصوات القصف تتردد في أنحاء خان يونس، أعلنت القوات الإسرائيلية مواصلة عملياتها البرية، خاصة في محور موراغ، في إطار المنطقة العازلة التي أنشأتها بين خان يونس ورفح، جنوب القطاع.
في جنيف، أطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان تحذيراً جديداً، مؤكدة أن غالبية ضحايا الغارات الإسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة هم من النساء والأطفال.
وأشارت إلى أن 224 غارة استهدفت منازل وخياماً للنازحين منذ 18 مارس حتى 9 أبريل، موثقة معلومات حول 36 منها سقط فيها "ضحايا من النساء والأطفال فقط".
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وصف الغارة الأخيرة بـ"الهمجية"، بينما شددت المتحدثة باسم مفوضية حقوق الإنسان، رافينا شامدساني، على أن السلوك الإسرائيلي في غزة يقوّض إمكانية بقاء المدنيين في القطاع على المدى الطويل.
1542 شهيداً جديداً
ومع استمرار العمليات العسكرية منذ انهيار الهدنة في 18 مارس الماضي، أحصت وزارة الصحة الفلسطينية 1542 شهيداً جديداً، ليرتفع إجمالي عدد الضحايا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023 إلى أكثر من 50 ألفاً، في مقابل 1218 قتيلاً في إسرائيل نتيجة هجوم حماس، بحسب أرقام رسمية.
في الأثناء، كشفت تقارير إعلامية عن محاولات مصرية-إسرائيلية جديدة لإحياء اتفاق لوقف إطلاق النار، يتضمن تبادل رهائن وسجناء، وهدنة مؤقتة تمتد بين 40 إلى 70 يوماً، إلا أن حركة "حماس"، وعلى لسان أحد قادتها، نفت تلقيها عرضاً رسمياً، لكنها عبّرت عن استعدادها لدراسة أي مبادرة تفضي إلى وقف العدوان وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.