هل شراء الطلاب للأبحاث الجامعية حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يجيب

في ظل التحديات الأكاديمية التي يواجهها الطلاب، يلجأ البعض إلى طرق غير شرعية للحصول على أبحاث جامعية جاهزة. ولكن، هل يعتبر شراء بحث جاهز حلًا مقبولًا أم أن له تبعات دينية وأخلاقية؟ الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، يوضح حكم هذه الممارسة وينبه إلى مخاطرها من الناحية الشرعية والأخلاقية.
الطلاب وشراء الأبحاث الجامعية: حكم شرعي وتحذير
وفقًا لما أكده الدكتور هشام ربيع، الطالب الذي يشتري بحثًا جاهزًا دون بذل جهد علمي عليه ويضع اسمه عليه يعتبر مُدَّعِياً ما ليس له. الهدف من كتابة الأبحاث الجامعية هو تنمية مهارات البحث والتمحيص، واستخلاص النتائج بناءً على مراجعة المصادر العلمية. لكن شراء البحث يُخالف هذه الغاية ويعرض الطالب لمخاطر أخلاقية ودينية كبيرة.
التأثيرات السلبية على الطالب والمجتمع الأكاديمي
شراء الأبحاث الجامعية يعكس تصرفًا غير مسؤول، إذ يعود على الطالب بمكانة ودرجات لا يستحقها، كما أنه يضعه في موقف غير عادل مقارنة بالطلاب الذين اجتهدوا وبذلوا وقتًا وجهدًا في إعداد أبحاثهم. وهذا لا يضر بالطالب فقط، بل يخلّ بمصداقية النظام الأكاديمي برمته. وبذلك، يساوي هذا الطالب نفسه أمام أقرانه الذين بذلوا الجهد، وهذا ما لا يقره الشرع ولا الأخلاق الأكاديمية.
حكم شرعي قاطع: ما الذي قاله النبي ﷺ؟
الدكتور هشام ربيع يستشهد بحديث نبوي شريف قال فيه رسول الله ﷺ: "مَنِ ادَّعَى مَا ليْسَ لَهُ فَلَيْسَ مِنَّا وَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ" (رواه مسلم). هذا الحديث يؤكد خطورة الادعاء بما ليس للإنسان، مثل الادعاء بإنجاز علمي لم يقم به. وبالتالي، يُحذر من تبعات هذا التصرف في الدنيا والآخرة.
تحذير شرعي: ماذا يمكن أن يترتب على هذه الممارسات؟
يخشى الدكتور هشام ربيع على الطلاب الذين يقدمون أبحاثًا مقلدة أو تم شراؤها من أن يدخلوا في معصية تُسهم في فساد المجتمع الأكاديمي. كما يحذر من أن تصدر هؤلاء الطلاب العلم بغير تأهيل قد يؤدي بهم إلى الانحراف في أفكارهم وفهمهم، ويذكر قوله تعالى: "وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ" (النحل: 116). هذه الآية الكريمة تحذر من التلاعب بالحقائق، وخاصة في الأمور التي تتعلق بالشريعة والعلم.
شراء الأبحاث الجامعية ليس فقط مخالفًا للأخلاقيات الجامعية، بل هو عمل محرم دينيًا كما أوضح الدكتور هشام ربيع. فالتوكل على الله والاجتهاد العلمي في كتابة البحث هو الطريق الذي يعزز من مكانة الطالب الأكاديمية والدينية. ويجب على الطلاب أن يتحلوا بالصدق والأمانة في مسيرتهم التعليمية لتجنب الوقوع في المخالفات الشرعية والأخلاقية.