تسيطر على نحو 80% من أراضي أمهرة
جماعة «فانو» تتمرد على آبي أحمد في إقليم أمهرة الإثيوبي

من محامٍ إلى مقاتل ميداني، هكذا يختصر أسريس ماري دامتي تحوُّل العديد من أبناء إقليم أمهرة في إثيوبيا، في مقابلة له مع وكالة «أسوشيتد برس».
فاليوم يقود الرجل، الذي كان يدافع عن حقوق الأفراد في المحاكم، إحدى أبرز الفصائل التابعة لجماعة «فانو» المسلحة، التي تخوض مواجهة دامية ضد الجيش الفيدرالي الإثيوبي في واحد من أكثر أقاليم البلاد سكانًا ونفوذًا.
ما هي جماعة «فانو»؟
جماعة «فانو»، التي بدأت كقوة غير نظامية خلال احتجاجات مناهضة للحكومة في عام 2016، عادت لتشعل فتيل التمرد مجددًا منذ يوليو 2023، عندما شنت هجمات منسقة على عدة بلدات.
ومنذ ذلك الحين، تعتمد على أسلوب حرب العصابات، وتسيطر بشكل متقطع على طرق ومناطق حيوية، في وقت تؤكد فيه الحكومة أنها استعادت السيطرة على آلاف الوحدات الإدارية.
وقال «أسريس» من منطقة «غوجام» التي تشهد أعنف المعارك، إن جماعته خاضت آلاف المعارك، وتسيطر على نحو 80% من أراضي أمهرة، لكن تلك الادعاءات تبقى غير قابلة للتحقق ميدانيًا.

اتهامات بالاضطهاد
يعتبر أبناء أمهرة، ثاني أكبر قومية في إثيوبيا، أنهم يتعرضون لتهميش متزايد، مع تصاعد العنف العرقي ضدهم في مناطق يتواجدون فيها كأقلية.
وتتركز مطالب «فانو» في استعادة النفوذ السياسي للإقليم، خصوصًا بعد استبعاد قوات أمهرة من اتفاق السلام الذي أنهى صراع تيجراي.
وقد زاد التوتر عندما أبدت الحكومة نيتها تنظيم استفتاء لتحديد مصير المناطق الغربية من تيجراي، التي استولت عليها فصائل أمهرا خلال الحرب، وهو ما اعتبرته الجماعة سلامًا زائفًا.
عمليات إعدام ميدانية واختفاء قسري
وفق بيانات رسمية، فإن أكثر من 3600 مدرسة أُغلقت في أمهرة، ما حرم 4.5 مليون طفل من التعليم، وسط انهيار الخدمات وتراجع سبل المعيشة.
ويُقدّر عدد المحتاجين إلى مساعدات غذائية في 2024 بنحو 2.3 مليون شخص.
وفي الجانب الأمني، تسجل منظمات مثل «هيومن رايتس ووتش» و«العفو الدولية» انتهاكات مروعة، من بينها عمليات إعدام ميدانية واختفاء قسري وضربات بطائرات مسيّرة تستهدف مدنيين.

وقعت أبرز هذه الحوادث في بلدة «ميراوي» في فبراير الماضي، حيث قُتل 45 مدنيًا على الأقل على يد قوات حكومية، حسب شهادات وبيانات موثقة.
وفي واقعة أخرى نهاية مارس، تحدث شهود عن قيام جنود بإعدام 28 مدنيًا في بلدة «براكات»، من بينهم أربع نساء أُجبرن على الركوع قبل إطلاق النار عليهن.
غياب قيادة موحدة
رغم إعلان الحكومة تشكيل مجالس سلام إقليمية ودخولها في محادثات غير مباشرة مع بعض فصائل فانو، إلا أن غياب قيادة موحدة وواضحة للمتمردين يعقّد فرص التوصل إلى اتفاق دائم.
مع ذلك، تواصل الجماعة استقطاب الشباب الساخطين من سياسات أديس أبابا، إضافة إلى جنود منشقين عن الجيش، من بينهم أندراج تشالي، البالغ من العمر 25 عامًا، والذي يرى في التمرد «الطريق الوحيد لحماية قومية الأمهرة وتحقيق التغيير السياسي».