عاجل

أبطال الكراسي المتحركة: قصة نجاح مرضى ضمور العضلات في إدارة مصنع ملابس بالسويس

جانب من مشاركة ذوي
جانب من مشاركة ذوي الهمم في ادارة المصنع

في حي الأربعين بمحافظة السويس، وتحديدًا في منطقة المثلث، تُكتب قصة نجاح فريدة، يمثلها مجموعة من أصحاب الهمم الذين لم يستسلموا لمرض ضمور العضلات، بل حولوا إعاقتهم إلى طاقة إنتاجية ملهمة، هؤلاء الأبطال يديرون اليوم مصنعًا صغيرًا لتصنيع الملابس الجاهزة، ليؤكدوا أن الإعاقة ليست نهاية الطريق، بل يمكن أن تكون بداية لحياة مليئة بالإنجازات والعطاء.

فكرة إنشاء المصنع

تقول شريفة مطاوع، رئيس الجمعية المصرية لمرضى ضمور العضلات بمنطقة المثلث، فى تصريحات خاصة لموقع «نيوز رووم»، إن فكرة إنشاء مصنع صغير لإنتاج الملابس الجاهزة انطلقت من الحاجة إلى تأمين دخل مستدام للجمعية، التي تقدم خدمات متعددة لأعضائها، من إقامة وإطعام ورعاية صحية وتعليمية، لكن الحلم سرعان ما تحول إلى مشروع حقيقي، قائم على عزيمة مجموعة من المرضى الذين قرروا ألا يكونوا عبئًا على المجتمع، بل عناصر فاعلة ومبدعة فيه.

إرادة فولاذية

رغم أن معظم العاملين بالمصنع من مرضى ضمور العضلات، إلا أن كل فرد منهم يساهم بما يستطيع، حسب حالته الصحية، البعض يعمل على ماكينات الخياطة، وآخرون يتولون مهام القص والتعبئة والتغليف، بينما يشارك آخرون في الإدارة والتسويق، ومع مرور الوقت، أصبح للمصنع منتج متميز ينافس بقوة في السوق من حيث الجودة والسعر.

التحليق نحو النجاح 

حول هؤلاء الأبطال كراسيهم المتحركة إلى وسيلة للتحليق نحو النجاح، وتحولت إعاقتهم الجسدية إلى أجنحة من العزيمة والإصرار، لم تكن لديهم إمكانيات ضخمة، لكنهم امتلكوا ما هو أهم: الإرادة والهدف، ولم تقتصر مساهماتهم على العمل اليدوي، بل شاركوا كذلك في تسويق المنتجات، حيث تم توفير معرض دائم لعرض وبيع الملابس بأسعار مناسبة في منطقة حي الأربعين بالسويس.

دور الجمعية المصرية لمرضى ضمور العضلات

تأسست الجمعية في عام 2016، ومنذ ذلك الحين وهي تسعى لتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية لمرضى ضمور العضلات، ليس فقط في السويس، بل في محافظات أخرى. وتوضح شريفة مطاوع أن الجمعية لا تكتفي بتقديم الدعم المادي، بل تسعى لتأمين مستقبل صحي أفضل للمرضى، من خلال التواصل مع الجهات الرسمية للحصول على بروتوكولات علاجية معتمدة، سواء داخل مصر أو خارجها.

مشروعات خدمية وإنسانية 

لم يتوقف طموح الجمعية عند إدارة مصنع الملابس، بل أنشأت مجمعًا خيريًا لرعاية المرضى الذين لا عائل لهم، ووفرت لهم الإقامة والعلاج الطبيعي، بالإضافة إلى توزيع كراسي متحركة، وتقديم مساعدات شهرية لبعض الأسر، حسب الموارد المتاحة. كما يوجد بالمجمع مطبخ لإعداد الطعام، ومركز علاج طبيعي بإشراف طبيب مختص وصالة تمرينات رياضية لتأهيل المرضى.

قصص إنسانية ملهمة 

وراء كل قطعة ملابس تُصنع داخل هذا المصنع، هناك قصة إنسانية تلهم كل من يسمعها، شاب في العشرينات فقد القدرة على المشي لكنه أصبح مسؤولًا عن الجودة، وفتاة لم تستكمل دراستها بسبب ظروفها الصحية لكنها تدير الحسابات ببراعة، هم ليسوا مجرد مرضى، بل نماذج حية للإصرار والطموح الذي لا يعرف المستحيل.

التحديات والطموحات

ورغم الإنجازات، لا تخلو الرحلة من التحديات، الجمعية تعمل بموارد محدودة وتعتمد في تمويلها على التبرعات والجهود الذاتية، إلا أن الطموح لا يتوقف، وتسعى شريفة مطاوع إلى إنشاء مستشفى متخصص لعلاج ضمور العضلات، وفتح مقار جديدة للجمعية في محافظات أخرى لتوسيع دائرة المستفيدين من خدماتها.

قصة هؤلاء الأبطال في السويس ليست مجرد قصة نجاح فردية، بل رسالة إلى المجتمع بأن التحديات يمكن تحويلها إلى فرص، هم يحتاجون إلى الدعم، ليس من باب الشفقة، بل من باب الإيمان بقدراتهم واحترام جهودهم،وكل مساهمة، مهما كانت صغيرة، يمكن أن تصنع فرقًا كبيرًا في حياتهم.

تم نسخ الرابط