حلق شعرهما وعلّقهما في المروحة حتى الموت.. جريمة أسرية تهز منطقة الساحل

جسدت مأساة إنسانية القسوة في أبشع أشكالها، عندما تحجر قلب الأب و عذب ابنتيه الطالبتان بالمدرسة الثانوية، بسبب سوء مستواهما التعليمي و فصلهما من المدرسة. و لم يرق قلب الأب لابنتيه؛ فقد مارس أصعب أنواع التعذيب عليهما، حتى لفظتا أنفاسهما الأخيرة. و بعدها توجه إلى مفتش الصحة لاستخراج تصريح دفن لهما، إلا أن طبيب الصحة كان أكثر رحمة بالبنتين من أبيهما و رفض أن يصرح بالدفن لوجود علامات الجريمة ظاهرة على جسدهما.
تفاصيل الجريمة
وشهدت منطقة الساحل أحداث الواقعة، عندما علم عامل بسوء درجات ابنتيه الطالبتين بالمدرسة الثانوية، فأصيب بحالة من الغضب الشديد، الذى جعله ينتقم منهما، ولم تجد الفتاتان من يخلصهما من بين يدي أبيهما الذى ماس ضدهما كل أشكال التعذيب من ضرب بالات حادة و حلق شعرهما حتى قام بتعليقهما في مروحة السقف، و لم يرق قلبه لدموعهما و توسلاتهما له. واستمر الأب في تعذيبهما حتى فاضت روح البنتين إلى بارئها.
طبيب الصحة كشف حيلة الأب
و هنا لم يفكر الأب سوى في الهروب من العقاب، و توجه إلى مكتب الصحة، ليستخرج تصريح دفن لابنتيه، و أخبر الطبيب أن الوفاة بسبب إصابتهما بالتهاب رئوي خوفا من أن ينكشف أمره. و بعدما توجه طبيب الصحة لمناظرة جثتي الضحيتين، ورأى علامات التعذيب على جسدهما، وتبين وجود شبهة جنائية، ووقتها قرر طبيب الصحة أن يخطر الجهات الأمنية حتى يتم التحقيق في الواقعة، وبالفعل تم إبلاغ قسم شرطة الساحل بوجود شبهه جنائية في الوفاة.
اعتراف الأب بجريمته
وعلى الفور، وجه اللواء محمود أبو عمرة، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، بتشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة و من خلال التحريات تبين أن الضحيتين تعيشين مع والدهما بعد وفاة والدتهما، و بسبب تاخرهما الدراسي، قام بتعذيبهما حتى الموت. و تم نقل الجثتين إلى مشرحة المستشفى. و تمكن رجال الأمن بإشراف اللواء أحمد الاعصر، مدير المباحث الجنائية بالقاهرة، من القبض على الأب، وبمواجهته اعترف بتفاصيل الجريمة و أنه لم يكن يقصد قتلهما.