عاجل

خبراء:الحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين تهدد النموالعالمي وتضر بالدول النامية

خبراء: الحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين تضر بالدول النامية

خبراء:الحرب الاقتصادية
خبراء:الحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين تهدد النموالعالمي

حذر عدد من الخبراء الاقتصاديين من تداعيات هذه الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي، مؤكدين أنها تمثل “معركة تكسير عظام” بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، في ظل تصاعد حدة التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.


وبينما تسعى كل من واشنطن وبكين لتحقيق مصالح استراتيجية على حساب الآخر، تبرز الدول النامية كأكبر المتضررين من استمرار هذه المواجهة، وسط مخاوف من ركود تضخمي عالمي واضطراب في سلاسل الإمداد والأسواق المالية

ومن جانبه، حذر الدكتور علي عبد الرؤوف، الخبير الاقتصادي، من التداعيات السلبية للصراع الاقتصادي المتصاعد بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، واصفًا إياه بـ”معركة تكسير العظام” بين أكبر اقتصادين في العالم، مما يضع الاقتصاد العالمي في موقف حرج، خاصة الدول النامية.

تأثير مباشر على الدول النامية والتضخم العالمي

أكد "عبد الرؤوف"، في تصريحات خاصة، لـ"نيوز رووم"،على أن استمرار الحرب الاقتصادية بين العملاقين سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية العالمية، موضحًا أن الدول النامية والمستقلة تكنولوجيًا، والتي تعتمد بشكل كبير على الاقتصاد العالمي في وارداتها، ستكون الأكثر تأثرًا.


وأشار إلى أن هذه الحرب قد تؤدي إلى استمرار التضخم وظهور حالة من “الركود التضخمي” عالميًا، مما يؤدي إلى تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي.

سيطرة صينية على المعادن وعلاقات معقدة في قطاع الصناعة

أوضح عبد الرؤوف أن الصين تسيطر على أكثر من 80% من المعادن عالميًا، وتمتلك نحو 800 مليار دولار من الأسهم والسندات الأمريكية، فضلًا عن أن العديد من الشركات الأمريكية الكبرى مثل Apple وTesla تعتمد على الصين في عمليات الإنتاج والتصنيع.

وشدد على أن تصاعد الرسوم الجمركية بين البلدين سيؤثر بشكل مباشر على حجم التجارة الثنائية، خاصة وأن الصين تُعد ثالث أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة بعد المكسيك وكندا.

ومن جهته، قال الدكتور هاني توفيق إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد منح الصين مهلة حتى مساء اليوم لإزالة الرسوم الجمركية الانتقامية المفروضة، محذرًا من فرض ضريبة إضافية بنسبة 50% في حال عدم الاستجابة.



عجز الميزان التجاري الأمريكي يعمق الأزمة بين واشنطن وبكي


وأوضح توفيق في منشور عبر صفحة التواصل الاجتماعي  فيسبوك أن عجز الميزان التجاري الأمريكي يبلغ حوالي 1.2 تريليون دولار، منها 300 مليار دولار مع الصين وحدها، وهو ما يزيد من تعقيد العلاقات التجارية بين البلدين.

ومن جانبه، وصف الدكتور مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، النهج الذي تتبعه الإدارة الأمريكية في اتخاذ قراراتها الاقتصادية بأنه يثير الكثير من الإرباك، مشيرًا إلى أن هذه السياسات تأتي بشكل مفاجئ وغير متوقع، إلى حد يشبه “التغريدات السريعة” التي تفتقد إلى التنسيق والتخطيط المسبق.


تناقضات في الاستراتيجية الأمريكية

أشار نافع" إلى أن السياسات الأمريكية تنتمي من الناحية النظرية إلى ما يعرف بـ”نظريات اللعبة”، إلا أنها في التطبيق العملي تُظهر صورة مليئة بالتناقضات وعدم الانسجام، الأمر الذي يزيد من غموض المشهد الاقتصادي العالمي.


أمريكا في موقع الهيمنة رغم العجز


أكد الخبير الاقتصادي أن الولايات المتحدة، باعتبارها صاحبة العملة الاحتياطية الرئيسية عالميًا، وبفضل قدرتها على توجيه حركة التجارة الدولية وتحديد تكلفة الدين، ما تزال تمارس هيمنتها على الاقتصاد العالمي، لكنها في نفس الوقت تعيش حالة من “العجز المحسوب”، وهو ما يتطلب منها اتخاذ إجراءات دقيقة للتعامل مع تداعيات هذا العجز.

الجمهوريون وتاريخ الحروب التجارية

وحذّر نافع من أن الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة لديه تاريخ طويل في شن الحروب التجارية، مستشهدًا باستخدامهم المكثف للتعريفات الجمركية كأداة ضغط اقتصادي. 

وعلّق قائلاً: “عادةً ما يقود الجمهوريون هذا النوع من المعارك، لكن لفترات قصيرة، ويكون المتضرر الأكبر منها هو المواطن الأمريكي”.

اختتم الدكتور مدحت نافع حديثه بالتأكيد على أن العالم بأسره سيتأثر سلبًا من هذه السياسات الأمريكية المتقلبة، مشيرًا إلى أن النتائج المحتملة ستكون مدمرة، من حيث تفاقم معدلات التضخم وظهور اختلالات هيكلية في الاقتصاد العالمي، ما يجعل الجميع يدفع الثمن.

 

تم نسخ الرابط