دراسة تكشف العلاقة بين تساقط الشعر وبروتين MCL-1 وتفتح آفاقًا لعلاج جديد

أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "ناتشر كوميونيكيشنز" أن تساقط الشعر قد يرتبط ارتباطًا وثيقًا ببروتين يُدعى "MCL-1"، الذي يعتبر عنصرًا أساسيًا في نمو وصحة خلايا بصيلات الشعر. توصل الباحثون من ديوك-نيوس الطبية في سنغافورة إلى أن غياب هذا البروتين يؤدي إلى موت الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر، مما يسبب تساقط الشعر بشكل ملحوظ.

كيف يؤثر البروتين MCL-1 على بصيلات الشعر؟

تُظهر نتائج الدراسة أن خلايا بصيلات الشعر تتعرض للضغط بسبب فقدان الشعر أو تقلص حجم البصيلات، ما يؤدي إلى نوع من الموت الخلوي يُسمى "الاستماتة"، وهو السبب الرئيسي في تساقط الشعر. وبحسب العلماء، فإن بروتين MCL-1 هو المسؤول عن منع هذا النوع من الموت الخلوي في الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر.

التجارب على الفئران واكتشافات جديدة

في إطار التجربة، قدم الباحثون بروتين MCL-1 للفئران في مراحل عمرية مختلفة: بعضها في مرحلة النمو وأخرى في مرحلة البلوغ بعد إزالة بعض شعرهم. النتائج أظهرت أن غياب البروتين MCL-1 يؤدي إلى موت خلايا بصيلات الشعر في الفئران، مما يعوق قدرة الفئران على نمو شعر جديد، مما يثبت دور هذا البروتين الحاسم في صحة بصيلات الشعر.

التحديات في تطبيق الاكتشافات على البشر

رغم أن نتائج الدراسة تقدم بصيص أمل في علاج تساقط الشعر، إلا أن تطبيق هذه الاكتشافات على البشر يواجه العديد من التحديات. كما أوضحت دوروثي بينيت، أستاذة علم الأحياء الخلوية في جامعة سانت جورج في لندن، في تصريحاتها لـ "بي بي سي ساينس فوكس"، أن البروتين MCL-1 يعمل داخل الخلايا المنتجة له، ومن غير المحتمل أن يكون من الممكن تطبيقه بشكل موضعي على فروة الرأس للوصول إلى الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر.

ولكن بينيت أضافت أنه قد تم اكتشاف بروتين آخر يمكن أن يساعد في تنشيط MCL-1 وزيادة مستوياته في الخلايا، مما يفتح المجال أمام تطوير علاجات مستقبلية تستهدف زيادة مستويات البروتين بشكل غير مباشر.

آفاق جديدة لعلاج تساقط الشعر

على الرغم من أن العلماء ما زالوا في مرحلة مبكرة في تحويل هذه النتائج إلى علاج فعلي للبشر، فإن هذه الاكتشافات تمثل خطوة مهمة نحو فهم أعمق لآلية تساقط الشعر. وإذا استمر البحث في هذا الاتجاه، فقد تساهم هذه النتائج في تطوير علاجات جديدة، وربما تصبح أساسًا لتحسين العلاجات الحالية لتساقط الشعر، مما يعزز آمال العديد من الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة.