خبير تكنولوجي: زيارة ماكرون تعزز التعاون الرقمي بين مصر وفرنسا

أكد المهندس محمد الحارثي، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر تمثل فرصة حقيقية لتعزيز التعاون الثنائي في المجال التكنولوجي، وفتح آفاق جديدة أمام مصر للدخول إلى السوق الأوروبي، مشيرًا إلى أن فرنسا تمتلك خبرات واسعة يمكن لمصر الاستفادة منها في مجالات متعددة كالأمن السيبراني والتحول الرقمي.
التحول الرقمي
وقال الحارثي، خلال حواره ببرنامج "العنكبوت" المذاع على قناة أزهري، إن الحروب التجارية والرسوم الجمركية العالمية تؤثر سلبًا على قطاع التكنولوجيا في مصر، رغم كونه من أكثر القطاعات الواعدة في دعم الاقتصاد الوطني وزيادة العملة الأجنبية، مطالبًا بتشجيع الابتكار والاستثمار لضمان استدامة النمو.
وأضاف أن مصر باتت تمتلك قدرات تنافسية في تصدير الخدمات الرقمية، خصوصًا في مجالات التعهيد ومراكز البيانات، نظرًا لتكاليف التشغيل المنخفضة مقارنة بالأسواق الأخرى، لافتًا إلى أن الأمن السيبراني يشهد تطورًا ملحوظًا بفضل جهود مؤسسات مثل البنك المركزي وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات.

وأشار إلى أن تجربة روسيا في توطين الصناعة الرقمية تمثل نموذجًا يمكن الاستفادة منه، حيث تعتمد الدولة على شراء مخرجات شركاتها المحلية، وهو ما يتماشى مع دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعزيز التعاون العربي المشترك في هذا المجال.
الأسواق الأوروبية
واختتم الحارثي حديثه بالتأكيد على أهمية استمرار هذا الزخم التكنولوجي، والتوسع في الشراكات الاستراتيجية مع الدول الكبرى، وفي مقدمتها فرنسا، لدعم التحول الرقمي في مصر والانفتاح على الأسواق العالمية رغم التحديات القائمة.
وفي سياق آخر، أكد المحلل الاقتصادي أحمد ياسين أن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستخلف تداعيات اقتصادية خطيرة على الاقتصاد العالمي، نظرًا لحجم السوق الأمريكي، الذي يعد الأكبر عالميًا، واعتماد التكتلات الاقتصادية الكبرى، مثل الاتحاد الأوروبي، على تصدير منتجاتها إلى الولايات المتحدة لدعم اقتصاداتها.
التعريفات الجمركية الجديدة
وأوضح أن حجم الصادرات الأوروبية لأمريكا بلغ العام الماضي نحو نصف تريليون دولار، مشيرًا إلى أن قرار ترامب بفرض رسوم بنسبة 25% على بعض المنتجات، مثل الصلب والألمنيوم، وتوسيع هذه التعريفات لتشمل المنتجات الأوروبية الأخرى، سيؤثر بشدة على الاقتصاد الأوروبي.
وخلال مداخلة هاتفية مع القناة الأولى والفضائية المصرية، أضاف ياسين أن هذه الرسوم تمثل "صفعة قوية" للاقتصاد الأوروبي، لكن تأثيرها سيختلف من دولة لأخرى؛ فبينما ستكون العواقب خطيرة على الاتحاد الأوروبي، فإن الصين قد تواجه تأثيرًا أقل بفضل قدرتها على إيجاد أسواق بديلة، أما الدول العربية، فالتأثير عليها قد يكون محدودًا من حيث التجارة المباشرة مع أمريكا، لكنه سيكون كبيرًا بسبب ارتفاع التضخم.