محمد الحارثي: التوترات التجارية بين واشنطن وبكين تهدد مستقبل التعاون العالمي

حذّر المهندس محمد الحارثي، خبير تكنولوجيا المعلومات، من التداعيات السلبية المحتملة للرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مؤكدًا أنها قد تؤدي إلى ركود اقتصادي يؤثر على قطاع التكنولوجيا.

رسوم ترامب

وقال الحارثي، خلال لقائه ببرنامج "العنكبوت" على قناة أزهري، إن ارتفاع الرسوم أدى إلى تراجع مبيعات الشركات، مما ينعكس على قدرتها على الاستثمار في الابتكار والتطوير، مشيرًا إلى أن الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي قد تواجه صعوبات كبيرة في جمع التمويل اللازم لمشروعاتها المستقبلية.

وأوضح أن الولايات المتحدة تستورد مدخلات لصناعة المعلومات من الصين بقيمة تتجاوز 400 مليار دولار، في حين تستورد الصين ما يقارب 150 مليار دولار، ما يوضح حجم الترابط الكبير بين الاقتصادين في المجال التكنولوجي.

وأضاف أن تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين يهدد مستقبل التعاون العالمي في مجال التكنولوجيا، وقد يلقي بظلاله على الشركات العملاقة في وادي السيليكون، موضحًا أن السياسات الجمركية المتشددة من شأنها التأثير سلبًا على سلاسل التوريد والتكلفة النهائية للمنتجات.

وأكد الحارثي أن الصين لا تزال لاعبًا محوريًا في سوق التكنولوجيا العالمي، بفضل قدرتها على تقديم المعدات والحلول بأسعار تنافسية، لافتًا إلى أن التفاؤل الذي صاحب إدارة ترامب في بداية ولايته، خصوصًا مع دعم شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك، بدأ يتلاشى بسبب الإجراءات المفاجئة وغير المدروسة، والتي من المتوقع أن تواجه اعتراضات من كبرى الشركات التقنية.

رسوم ترامب على الصين 

واختتم الحارثي تصريحاته بالتأكيد على أهمية العنصر البشري والتعاون الدولي في دعم الابتكار واستدامة النمو داخل قطاع التكنولوجيا العالمي.

وفي وقت سابق، أعلنت الصين عن رسوم جمركية إضافية على السلع الأمريكية إلى 125%، بما يمثل زيادة عن المستوى السابق البالغ 84%، وفقًا لما نشرته "رويترز".

وأعلنت بكين القرار بعد ساعات فقط من تصريح الرئيس الصيني شي جين بينج بأنه "لا رابح في حرب الرسوم الجمركية"، وذلك خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، دعا فيه الاتحاد الأوروبي إلى العمل مع الصين لمقاومة "التنمر"، في إطار حملة واضحة لدعم الشركاء التجاريين الآخرين.