عاجل

سلاح الطيران ينقلب على نتنياهو.. هل تؤدي انقسامات تل أبيب إلى وقف حرب غزة؟

نتنياهو
نتنياهو

في خطوة تعكس عمق الانقسامات الداخلية داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي، وقع 150 ضابطًا في سلاح البحرية الإسرائيلي على رسالة موجهة إلى الحكومة، تطالب بوقف الحرب على قطاع غزة والعمل على إعادة الأسرى. 

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، الخميس" أن الضباط عبروا في رسالتهم عن قلقهم من انحراف الحكومة عن التزاماتها بشأن إعادة الأسرى، معتبرين أن الحرب الحالية تخدم مصالح سياسية وشخصية أكثر من كونها أمنية.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن رسالة الضباط تشير إلى أن استمرار القتال يعرض الجنود للخطر ويؤخر تحرير الأسرى، في وقت يشعر فيه هؤلاء الضباط بأن أهداف الحرب قد تجاوزت الاعتبارات الأمنية إلى حسابات أخرى.

صراع داخلي يعكس تهديدًا لنتنياهو

هذه الرسالة التي تطالب بوقف الحرب لليست الأولى من نوعها، فقد سبقها العديد من الاحتجاجات داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، حيث أرسل أكثر من 975 طيارًا إسرائيليًا رسائل مشابهة، فهل تكون هذه الرسائل سببا في إنهاء الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023. 

يقول الدكتور خالد سعيد، الباحث في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي، إن هذه الاحتجاجات تأتي في سياق طويل من الخلافات السياسية والعسكرية داخل إسرائيل، ما يطرح تساؤلات حول مصير سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأضاف الباحث في تصريحات لـ "نيوز رووم"، أن هذه الانقسامات ليست جديدة، بل تعكس حالة من التوترات الداخلية بين العسكريين والسياسيين، وهو ما يعكس في النهاية تهديدًا حقيقيًا لسلطة نتنياهو، موضحا أنه على الرغم أن نتنياهو قد اعتاد على مثل هذه الاحتجاجات خلال فترات حكمه السابقة، إلا أن هذه المرة قد تكون مختلفة إذا استمرت الاحتجاجات وزادت من حجم الخلافات بين المؤسسات السياسية والعسكرية في إسرائيل.

هل يؤدي ذلك إلى وقف الحرب؟

وتوقع الدكتور خالد سعيد أنه على الرغم من هذه التحركات، لا يمكن أن تؤدي هذه الاحتجاجات إلى وقف الحرب على غزة في الوقت الحالي، موضحا أن إسرائيل يقودها في الوقت الراهن اليمين المتطرف، الذي يسعى لتوسيع نطاق الحرب، بقيادة وزير الأمن القومي، مشيرا إلى أنه من غير المحتمل أن تكون هذه الضغوط الداخلية سببًا في تغيير المسار العسكري الإسرائيلي، في ظل التصعيد الحالي والتهديدات الأمنية التي تواجهها الدولة.

من جانبه قال ناصر حجازي، الباحث في الصراع الإسرائيلي، إن التمرد في سلاح الطيران هو تمرد ذو طبيعة خاصة، لأنه يمثل ضربة قوية للاستقرار بين المؤسسة العسكرية والمؤسسة السياسية في إسرائيل. 

وأضاف حجازي في تصريحات لـ "نيوز رووم"، أن هذا التمرد يعكس توترًا شديدًا بين القيادات العسكرية الحالية والساسة، بما فيهم بعض الضباط السابقين مثل إيهود باراك، مما ينذر بوجود إمكانية لانقلاب عسكري في المستقبل.

التمرد بين العسكريين والسياسيين

ويعتبر حجازي أن التوتر المتزايد بين الجيش الإسرائيلي وحكومة نتنياهو يكشف عن حالة من الغضب المتراكم ضد سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي، التي يرى الكثيرون أنها "شخصية" ولا تخدم سوى مصالحه الشخصية، محذرا من أن هذا التوتر بين الطرفين قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد، ويصل إلى حالة تمرد قد تتحول إلى انقلاب عسكري إذا استمرت الأوضاع على هذا النحو.

وأشار حجازي إلى أن الشارع الإسرائيلي، الذي أصبح يمينيًا بشكل متزايد منذ صعود شخصيات مثل أفيجدور ليبرمان وبن جفير، لا يمانع في تدمير قطاع غزة أو حتى تهجير سكانه بعد انتهاء الحرب، خاصة إذا تم الإفراج عن الأسرى.

ويعتقد حجازي أن هذا التشدد في الشارع الإسرائيلي يعكس رغبة قوية في استكمال الحرب دون النظر إلى التكاليف الإنسانية، طالما أن قضية الأسرى لم تُحل.

هل يقود هذا التمرد إلى وقف الحرب؟

ورغم الضغوط الداخلية التي قد يفرضها التمرد داخل الجيش الإسرائيلي، يؤكد حجازي أن هذه التحركات لن تؤدي إلى وقف الحرب في الوقت الراهن، خصوصًا في ظل استمرار وجود الأسرى في يد الفصائل الفلسطينية، مضيفا أن الشارع الإسرائيلي قد يضغط لوقف مؤقت للحرب بهدف تبادل الأسرى، ولكن هذا الضغط قد يتلاشى بعد ذلك، خاصة في ظل الرغبة العارمة لدى البعض في تدمير ما تبقى من غزة.

تم نسخ الرابط