عاجل

‫900 مليار دولار خسائر يوم واحد ..كواليس ليلة صعبة في عالم التكنولوجيا

‫900 مليار دولار خسائر يوم واحد ...كواليس ليلة صعبة في عالم التكنولوجيا

ديب سيك
ديب سيك

انتفاضة ضخمة عاشها عالم التكنولوجيا، أمس، بعد أن تعرضت شركة "انفيديا" الأمريكية التي تزود صناعة الذكاء الاصطناعي بأشباه الموصلات لخسارة تاريخية، حيث فقدت نحو 900 مليار دولار من قيمتها السوقية مع تراجع أسهمها بنحو20 %.

ابتكار صيني 

أطلقت شركة "ديب سيك "الصينية تطبيق ذكاء اصطناعي ينافس تطبيقات أمريكية رائدة مثل "تشات جي بي تي"، بتكلفة منخفضة تهدد هيمنة الشركات الأمريكية، وتصدر التطبيق متجر أبل في الولايات المتحدة، ما أثار جدلا حول قدرات الشركات الصينية ودعم بكين للتقنيات الوطنية.

بعد إطلاق "تشات جي بي تي" في أواخر عام 2022، تسابقت شركات صينية لتطوير تطبيقات مشابهة، لكن المحاولات الأولى لم تحقق نجاحا كبيرا، خاصة مع خيبة الأمل التي رافقت إطلاق تطبيق مشابه من شركة بايدو الصينية.

وفي عام 2023، تم اطلاق "ديب سيك" ، وذلك بعد  أن منعت واشنطن (متمثلة في "انفيديا") من تصدير أقوى رقائقها إلى الصين،  حينها اضطرت شركات الذكاء الاصطناعي المحلية إلى إيجاد طرق مبتكرة للاستفادة القصوى من عدد الرقائق المحدود المتاح محلياً، وهي مشكلة كان فريق ليانغ قد توصل إلى حلول لها.

ما هى "ديب سيك" ؟

ديب سيك هي شركة ناشئة مقرها مدينة هانغتشو الصينية ، أسسها "ليانغ وينفينغ"، وهو شريك مؤسس لصندوق التحوط "هاي فلاير"، وتسعى الصين من خلال  مشاريع الذكاء الاصطناعى إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي في القطاعات الاستراتيجية.

وفي عام 2021، بدأ ليانغ في شراء آلاف وحدات معالجة الرسوميات من "إنفيديا" لمشروعه الجانبي في مجال الذكاء الاصطناعي في أثناء إدارة صندوق التحوط "هاي فلاير".

وأعلن الصندوق في عام 2023 عن تخصيص موارد كبيرة لتطوير تقنيات الذكاء العام الاصطناعي، وهو ما أدى لاحقا إلى تأسيس الشركة.

ووفقا للبيانات الصينية، يمتلك صندوق "هاي فلاير" حصة كبيرة في الشركة، كما يملك براءات اختراع تتعلق بالرقائق المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، ويعمل الصندوق من المبنى ذاته الذي يضم مقر شركة ديب سيك، ما يعكس التكامل بين الطرفين.

وفي 20 يناير 2025، تزامنا مع إطلاق النموذج "ديب سيك"، شارك ليانغ في ندوة مغلقة مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ،  واعتبرت هذه المشاركة إشارة ضمنية على أهمية التطبيق في تحقيق أهداف الحكومة الصينية، خاصة فيما يتعلق بمواجهة القيود الأمريكية على تصدير التكنولوجيا.

الصين في مواجهة أمريكا 

نشرت "ديب سيك " ورقة بحثية تفصيلية توضّح كيفية بناء نموذجها بتكلفة لا تتجاوز 6 ملايين دولار، باستخدام شرائح "إنفيديا إتش 800" الأقل تطوراً، مما أظهر قدرة الفريق الصيني على تحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة مقارنة بنظيره الأمريكى باهظ التكلفة.

ويعتبر هذا الإنجاز دليلاً على قدرة الصين على تحقيق اختراقات تقنية على الرغم من القيود التي فرضتها واشنطن على تصدير الرقائق المتقدمة، وهو ما فتح المجال للتساؤلات حول فاعلية السياسات الأميركية وحجم قدرة الشركات الصينية على الابتكار في ظل هذه القيود.

العديد من المميزات جعلت "ديب سيك" تتفوق على منافسيها، كونها لم تقم بجمع أموال من مصادر خارجية أو اتخاذ خطوات كبيرة لتحقيق إيرادات من نماذجها، كما أن اعتمادها المميز على البحث يجعلها منافساً قوياً، فضلاً عن استعدادها لمشاركة اكتشافاتها بدلاً من الاحتفاظ بها لأغراض تجارية. 

 

تصريحات ترامب

من جانبه، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني منخفض التكلفة "ديب سيك" هو بمثابة "جرس إنذار" للشركات الأميركية، بعد أن تسبب إطلاق التطبيق الصيني بتراجع كبير في أسهم شركات التكنولوجيا العالمية.

وقال ترامب، خلال مؤتمر للحزب الجمهوري في ميامي: "نأمل أن يكون إطلاق "ديب سيك" للذكاء الاصطناعي من شركة صينية بمثابة جرس إنذار لحاجة صناعاتنا إلى التركيز الحاد على المنافسة للفوز".

واعتبر "ترامب" أن هذه الصدمة قد تكون أيضا "إيجابية" بالنسبة لـ"سيليكون فالي" لتدفعه إلى الابتكار بتكلفة أقل، مشيرا إلى أنه "بدلا من إنفاق المليارات والمليارات، ستنفق أقل على أمل أن تصل إلى الحل نفسه".

 

 

تم نسخ الرابط