مجلة أمريكية: أفغانستان ليست ضمن أولويات إدارة ترامب

قالت مجلة "ديبلومات" الأمريكية أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدأت عهدها الجديد بتنفيذ أجندتها الخاصة بالسياسة الخارجية مركزةً على ملفات عدة، مثل الصين، وأوكرانيا، والشرق الأوسط، مشيرةً لأنها لم تضع أفغانستان على رأس أولوياتها.
وكتبت المجلة أنه في ٢١ يناير الجاري، وصل مواطنان أمريكيان أفرجت عنهما حركة طالبان الأفغانية إلى أراضي الولايات المتحدة، وقد حدث ذلك بعد مرور يوم واحد من وصول أفغاني أُدين بتهم تهريب المخدرات والتطرف في كاليفورنيا إلى العاصمة كابول. توسطت إدارة بايدن في هذه العملية خلال آخر أيامها في السلطة، لكن طالبان أجلتها لحين تولي ترامب الحكم.
ترى المجلة أن التأجيل هدفه كسب ود ترامب، تمهيدًا للطريق ل"تطبيع" العلاقات بين الولايات المتحدة وأفغانستان.
أوضحت المجلة أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو استخدم منصة "إكس" لإعلانه عن مكافأة ضخمة على رؤوس قادة طالبان ما لم يتم إطلاق سراح "المزيد من الأمريكيين" المحتجزين لدى طالبان، وأضاف مشيرًا لزعيم تنظيم القاعدة السابق: "ربما تكون أكبر من المكافأة التي وضعناها على بن لادن.".
تعقيدات مختلفة
وعلى الرغم من أن هذا يتناسب مع سياسة "أمريكا أولًا"، فلم يكن أول تعامل بين الإدارة الأمريكية وطالبان ناجحًا؛ فقد رفضت طالبان إعادة معدات عسكرية أمريكية بقيمة ٧ مليار دولار، والتي تُركت في أفغانستان خلال الاحتلال الأمريكي، وسبق أن هدد ترامب بقطع المساعدات المالية ما لم تعاد المعدات.
ذكرت المجلة أن طالبان امتنعت عن الرد الرسمي حتى الآن، وأن مسؤولين أشاروا لأهمية المعدات لحكومة طالبان لمواجهة الجماعات الموالية لتنظيم داعش الإرهابي في خرسان، وهو ما يعني ذلك تجاهل طلب ترامب وتهديداته.
وقالت المجلة أن إدارة ترامب لا تزال في بداية ولايتها، وأنها سبق وعدلت موقفها بخصوص الجمارك على المنتجات الصينية، متوقعةً أن تكتشف الحكومة الأمريكية قريبًا أن أفغانستان ستختلف بشكل كبير عما سبق؛ فطالبان الآن في موقع قوة، والصينيون توغلوا في أفغانستان بموافقة طالبان، كما أصبحت الهند صديقًا، وباكستان عدوًا للحركة.
اعتبرت المجلة أن سيطرة الصين وروسيا وإيران على طالبان أصبحت أكبر من ذي قبل، وعلى الرغم من غياب الاعتراف الدولي الرسمي بالحركة، فإن الدول التي ترغب في التعامل مع طالبان تزيد يومًا بعد يوم، شاملةً بعض حلفاء الأمم المتحدة.
خلصت المجلة بالقول إن ترامب يبدو مقتنعًا أن أموال المساعدات الإنسانية هي ورقة ضغط ليستغلها ضد أفغانستان، وتوقعت أنه في الأشهر القادمة ستدرك إدارة ترامب أن أفغانستان لم تعد صراعًا يحتاج للحل، إنما تحدٍ يتطلب طريقة دقيقة في التعامل، أساسها التوافق والتعاون.