اتفاق نووي مؤقت لتفادي حرب محتملة بين إيران والولايات المتحدة

تبحث إيران إمكانية اقتراح اتفاق نووي مؤقت خلال محادثاتها المقبلة مع الولايات المتحدة، كمرحلة تمهيدية نحو التوصل إلى اتفاق شامل، بحسب ما نقلته مصادر دبلوماسية مطلعة لموقع "أكسيوس".
مخاوف من التصعيد وسط مهلة أمريكية ضيقة
تأتي هذه الخطوة في ظل إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على التوصل إلى اتفاق جديد خلال مهلة لا تتجاوز الشهرين، مع تعزيز الحضور العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط تحسباً لفشل المسار الدبلوماسي.
ووفقاً للمصادر، ترى إيران أن التوصل إلى اتفاق نووي شامل ومعقد خلال هذه الفترة القصيرة غير واقعي، وتطمح إلى كسب الوقت لتفادي اندلاع مواجهة مباشرة.
وقال علي واعظ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: "يبدو أن الإيرانيين يعتقدون أن اتفاقاً مستداماً غير ممكن في إطار المهلة التي يطرحها ترمب، لذا قد يكون الاتفاق المؤقت محطة ضرورية نحو التوصل لاتفاق نهائي."
ملامح الاتفاق المؤقت
المقترح الإيراني، بحسب المطلعين، قد يشمل تعليق بعض أنشطة تخصيب اليورانيوم، وتخفيف تركيز مخزونات اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، إلى جانب منح المفتشين الدوليين صلاحيات وصول أوسع إلى المنشآت النووية.
ورغم أن هذه الخطوات لا تُحدث فرقاً كبيراً في "الوقت اللازم لإيران لتطوير سلاح نووي" بحسب الخبراء، إلا أنها قد تسهم في بناء الثقة تمهيداً لاتفاق أطول مدى.
الاتفاق المؤقت قد يشمل أيضاً تمديد "آلية العودة السريعة" (Snapback) للعقوبات، والتي تنتهي في أكتوبر المقبل، وهي جزء من الاتفاق النووي لعام 2015.
وفي المقابل، قد تطالب طهران بتخفيف العقوبات الاقتصادية ضمن حملة "الضغط الأقصى" التي يقودها ترمب، وهي نقطة لا يزال موقف واشنطن منها غامضاً، لا سيما بعد فرض دفعتين من العقوبات هذا الأسبوع على شركات وأفراد إيرانيين.
شكوك أمريكية وإجراءات إيرانية مضادة
لكن في المقابل، ترى بعض الأوساط داخل إدارة ترمب أن المقترح الإيراني قد يكون محاولة لكسب الوقت دون تقديم تنازلات فعلية. وقد يزيد ذلك من التوجس تجاه نوايا طهران.
في هذا السياق، قال الرئيس ترمب خلال لقائه الصحفيين: "لدينا بعض الوقت، لكن ليس كثيراً. عندما تبدأ المحادثات، تدرك سريعاً إن كانت تسير في الاتجاه الصحيح أم لا."
وأضاف: "مطلبي الأساسي أن لا تمتلك إيران سلاحاً نووياً. وإذا استدعى الأمر استخدام القوة العسكرية، فسنفعل. ربما تقود إسرائيل الهجوم، لكننا نقرر لأنفسنا."
إجراءات ردع
وفي رد فعل مباشر على التهديدات، قال علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الخارجية، إن التهديدات المستمرة قد تدفع إيران إلى اتخاذ "إجراءات ردع"، تشمل طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووقف التعاون مع الهيئة الأممية.
كما ألمح إلى احتمال نقل المواد النووية المخصبة إلى مواقع "مؤمّنة" بعيدة عن رقابة الوكالة الدولية، في تصعيد يُنذر بمرحلة جديدة من التوتر.
محادثات في عُمان
من المقرر أن يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي في عمان، السبت المقبل، في جولة محادثات قد تكون حاسمة.
ورغم إعلان واشنطن أن المحادثات ستكون مباشرة، فإن طهران تؤكد أنها ستجري عبر وساطة عمانية.