طموحات ترامب التوسعية تشمل الاستحواذ العسكري على جرينلاند
حلم «ترمينوس».. مدينة «حرية» في جرينلاند وسط مساعٍ أمريكية لضم الجزيرة

تتصاعد طموحات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن جزيرة جرينلاند، معززةً برغبة بعض مستثمري التكنولوجيا في تحويل الجزيرة المتجمدة إلى "مدينة حرية" تعكس فلسفة التحرر من القيود التنظيمية، وفق ما كشفه ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة رويترز.
مشروع مدينة بلا قيود تنظيمية
وأوضحت مصادر أن نقاشات مبدئية تجري بين مستثمرين في وادي السيليكون ومسؤولين في إدارة ترامب، لتأسيس مدينة تتمتع بأدنى مستويات الرقابة الحكومية، وتضم مشاريع طموحة في مجالات الذكاء الاصطناعي، والمركبات الذاتية القيادة، والإطلاقات الفضائية، والمفاعلات النووية الصغيرة، وخطوط السكك الحديدية فائقة السرعة.
ويُنظر إلى هذه الرؤية على أنها امتداد لحركة "المدن الناشئة" أو "المدن الميثاقية" التي يسعى من خلالها رواد الأعمال إلى بناء مجتمعات محفزة للابتكار بمعزل عن القوانين التقليدية.
ترامب لا يستبعد الاستحواذ العسكري على جرينلاند
فيما يخص السياسة، تعكس المساعي الحالية اتجاهاً توسعياً غير معتاد من الرئيس الجمهوري، الذي سبق أن لوّح علناً بإمكانية الاستحواذ على جرينلاند بالقوة العسكرية، في حال رفضت الدنمارك بيعها.
وقال ترامب مؤخراً: "علينا أن نحصل على جرينلاند"، بالتزامن مع زيارة نائبه جي. دي. فانس إلى قاعدة عسكرية أمريكية في الجزيرة، وهو ما أثار احتجاجات واسعة بين سكان جرينلاند الذين يعارضون الانضمام للولايات المتحدة، حسب استطلاعات الرأي.
رئيس وزراء جرينلاند، ينس-فريدريك نيلسن، وصف الزيارة بأنها "دليل على عدم احترام سيادة الجزيرة".

دعم من رجال أعمال مقربين من ترامب
تشير التقارير إلى أن كين هاوري، المرشح لمنصب السفير الأمريكي في الدنمارك وأحد مؤسسي شركة استثمارية مع الملياردير بيتر ثيل، يتبنى هذه الفكرة ويدفع بها في كواليس المفاوضات. هاوري أيضاً صديق مقرب لإيلون ماسك، مستشار ترامب المؤثر.
في السياق ذاته، يؤيد عدد من رموز قطاع التكنولوجيا هذه الفكرة، من بينهم المستثمر شيرفين بيشفار، الذي اعتبر أن المشروع يمثل "بداية قدر جديد لأميركا"، في إشارة إلى مبدأ "القدر المتجلي" الذي برر توسع الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر.
جرينلاند.. أهمية استراتيجية وثروات نادرة
تمتد جرينلاند، التابعة إدارياً للدنمارك ولكنها تتمتع بحكم ذاتي، على مساحة تفوق ثلاثة أضعاف ولاية تكساس، ويقطنها نحو 57 ألف نسمة فقط. وتكتسب الجزيرة أهمية استراتيجية لواشنطن، لاحتوائها على قاعدة عسكرية أمريكية واحتياطيات ضخمة من المعادن النادرة.
المثير أن بعض المستثمرين ينظرون إلى تضاريسها القاسية كموقع مثالي لاختبار مشاريع التوسع في الفضاء، ومنها مستعمرات محتملة على سطح المريخ.
حلم «ترمينوس»
درايدن براون، المؤسس المشارك لمشروع "براكسيس" لبناء المدن، زار جرينلاند العام الماضي، وأعرب عن رغبته في تشييد نسخة أولية على الأرض من مدينة "ترمينوس" المستقبلية على المريخ، بحسب وصف إيلون ماسك.
وكتب براون على منصة "إكس": "يجب أن نبني نموذج ترمينوس على الأرض قبل أن نغادر إلى المريخ. أؤمن أن جرينلاند هي الموقع الأمثل".