أحمد الطلحي: وصف السيدة أم معبد للنبي من أعذب ما قيل في حقه (فيديو)

تحدث الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، عن واحد من أروع الأوصاف التي قيلت في رسول الله ﷺ، والتي جاءت على لسان الصحابية الجليلة السيدة أم معبد رضي الله عنها، بعدما رأت النبي الكريم ﷺ أثناء هجرته المباركة إلى المدينة.
وصف يفيض بالنور
أوضح الشيخ الطلحي، في حلقة متميزة من برنامج "مع الناس"، الذي يُذاع عبر شاشة قناة "الناس"، أن وصف السيدة أم معبد للنبي ﷺ لا يزال حيًّا في قلوب المسلمين، ويُعد من أبلغ ما نُقل من كلام الصحابة في جمال المصطفى ﷺ، ظاهرًا وباطنًا، قائلاً: "لقد كانت لحظة رؤيتها لرسول الله ﷺ لحظة تاريخية، تفجرت فيها المشاعر وتجلّى فيها التعبير، فجاء وصفها معبرًا عن شخصية فريدة لا يشبهها بشر".
ونقل الطلحي بعضًا من كلمات أم معبد الخالدة: "رأيتُ رجلًا ظاهرَ الوضاءة، مُتبَلِّجَ الوجه، حسن الخُلُق، لم تَعبْهُ نُحْلة، ولم تُزْرِ به صُقْلَة..."، موضحًا أن تعبير "ظاهر الوضاءة" يشير إلى نور يشرق من وجه النبي ﷺ، أما "متبلج الوجه" فهو دليل على صفاء ملامحه، التي كانت تبعث في النفس الطمأنينة، وتلفت النظر بهدوء وجلال.
ليس جمالًا جسديًا فحسب
وأكد الشيخ الطلحي أن هذا الوصف الفريد لا يتوقف عند الجمال الجسدي، بل يتجاوزه ليعكس النقاء الروحي والأخلاق السامية التي تميز بها رسول الله ﷺ، مضيفًا: "حين قالت أم معبد إنه لم يكن نحيفًا أو ضعيفًا، فإنها بذلك تؤكد توازن النبي ﷺ في خلقه، كما عبّرت عن قوته وهيبته، دون أن تنقص من رقة قلبه ورحابة صدره".
وتابع الطلحي: "في قولها 'صَحَل الصوت وسَطَع العنق'، نجد وصفًا لعذوبة صوت النبي ﷺ ووضوح منطقه، وصوت ينبض بالسكينة والعلم، وعنق يشعّ بالوقار، ما يدل على مكانته العالية بين الناس والملائكة".
سحر منطقه لا يُنسى
واستطرد الداعية الإسلامي: "أم معبد قالت إن النبي ﷺ كان 'أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأحلاه من قريب'، وهي كلمات تعكس أثر رؤيته على النفوس، فمن يراه من بعيد يُبهر بجماله، ومن يقترب منه يُذهل بحسن خُلقه وكمال صفاته".
كما أشار إلى وصفه بأنه "حلو المنطق"، وبيّن أن هذا يدل على أن حديثه ﷺ كان منسجمًا، كأنما تنساب كلماته انسياب حبات اللؤلؤ على خيط، ما يدل على بلاغته وعذوبة حديثه، وقدرته على الوصول إلى القلوب بعذوبة وسكينة.

القدوة الكاملة في كل زمان
وختم الشيخ الطلحي حديثه بالتأكيد على أن هذا الوصف العظيم للنبي ﷺ إنما هو لمحة من فيض جماله، سواء في هيئته أو أخلاقه، قائلاً: "كان ﷺ جامعًا بين الحلم والعفو، بين القوة والرحمة، وبين الحكمة واللين، وهو بذلك القدوة الكاملة للمسلمين في كل العصور، ومعين لا ينضب لمحبة خالصة لا يحدّها زمان ولا مكان".
وأضاف: "كل من تأمل هذا الوصف بصدق، أدرك أن النبي ﷺ لم يكن فقط بشرًا، بل كان نورًا يمشي على الأرض، ورحمةً أُهديت للعالمين".